[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائقعربي ودولي

تصريح بايدن الملغوم: هل وافقت مصر على فتح معبر رفح لإدخال المساعدات؟

بعد أن رفض العرب الاجتماع به في الأردن.. تصريح بايدن الملغوم: هل حقاً وافقت مصر على فتح معبر رفح لإدخال المساعدات؟ - رياض الأحمدي


وسط آلاف العناوين والصور المتصلة بالحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وما سبقها من هجمات مضادة، بدا الإعلام أمام امتحان غير مسبوق، في التزام المهنية من عدمها، لكن التحدي يتجاوز ذلك إلى كيفية النجاة من الأخبار المضللة أو المغلومة؟

أحدث تلك الأمثلة التي رصدها "نشوان نيوز"، كانت التصريح "المغلوم"، الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش زيارته إلى إسرائيل الأربعاء، حين أعلن أن مصر وافقت على فتح معبر رفح لإدخال مساعدات إلى غزة. هذا التصريح الذي حاول من خلاله "بايدن" المطرود من الاجتماع مع العرب، قلب وجه الحقائق بكل بساطة.

ووفقاً لنص الخبر الذي تداولته عدد من وسائل الإعلام فقد أعلن بايدن أن "السيسي وافق على فتح معبر رفح الحدودي مع غزة للسماح بإدخال دفعة أولى من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع".

وقال بايدن للصحفيين من على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارة لإسرائيل إن السيسي "وافق... على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة كبداية".

لي عنق الحقيقة

لا يحتاج المتابع إلى دليل، ليعلم أن مصر هي من قاد الضغوط لأجل إدخال المساعدات إلى غزة، وهي من اتخذت قراراً برفض مرور الرعايا الأجانب من غزة عبر المعبر، إلا بعد أن توافق إسرائيل على إدخال المساعدات.

ولعل هذا القرار، كان بمثابة خطوة قوية، حيث تناقلت العديد من وسائل الإعلام المصرية والدولية، في الـ14 من أكتوبر الجاري، خبر رفض السلطات المصرية "السماح للمواطنين الأمريكيين وغيرهم من الرعايا الأجانب بدخول الأراضي المصرية عبر معبر رفح الحدودي، السبت، وأصرت على أن المعبر الحدودي يجب أن يسهل أيضا دخول المساعدات الإنسانية لغزة"، بحسب ما ذكرت قناة "القاهرة نيوز"، الإخبارية المصرية المحلية.

وقبل ذلك بيومين في الـ12 من أكتوبر الجاري، أصدرت مصر بياناً دعت "جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تخفيفاً عنه واستجابةً لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل، إلى إيصال تلك المساعدات إلى مطار العريش الدولي الذي تمَّ تحديده من جانب السلطات المصرية لاستقبال المساعدات الإنسانية الدولية من الأطراف والمنظمات الدولية المختلفة".

وأكدت مصر، على أن "المسؤولية الإنسانية والقيم الأخلاقية العالمية، تحتم على أصحاب الضمائر الحية في كل بقاع العالم، أن تبادر بتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الذي يعاني من مخاطر جمة في الوقت الراهن".

كما أكدت "أن معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة مفتوح للعمل ولم يتم إغلاقه في أية مرحلة منذ بدء الأزمة الراهنة، إلا أن تعرض مرافقه الأساسية على الجانب الفلسطيني للتدمير نتيجة القصف الإسرائيلي المتكرر، يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعى".

وعلى مدى أكثر من أسبوع، تمحورت اتصالات وتصريحات القيادة المصرية، سواء للرئيس السيسي أو لوزير الخارجية سامح شكري، حول أهمية الضغط لإدخال المساعدات إلى غزة، وتحركت القاهرة على كافة الصعد الدولية لتجهيز المعونات الإنسانية صوب غزة.

في المقابل، ظلت الولايات المتحدة، ومن خلال الرئيس بايدن ووزير دفاعه .. وحتى وزير الخارجية أنتوني بلينكن تصب في محتوى واحد، وهو ندعم إسرائيل بلا حساب وبلا تردد وبلا نقاش، وأرسلت حاملاتي طائرات ضخمة ومساعدات عسكرية لدعم إسرائيل.

ما الذي حدث؟

بعد ذلك كله، يمكن أن تقع وسائل الإعلام، في التسويق لـ"تصريح ملغوم"، على غرار "السؤال الملغوم" في المقابلات، عمدما يقول رئيس الولايات المتحدة، إن مصر وافقت على إدخال المساعدات إلى غزة، في حين أن الخبر الحقيقي هو أن واشنطن وتل أبيب رضختا للضغوط العربية والدولية، بالتجاوب مع مطالبات إدخال المساعدات.

هذه الخطوة في الواقع، هي الموقف الذي تكرر في مختلف تصريحات المسؤولين المصريين وبيانات الجامعة العربية واجتماع منظمة التعاون الإسلامي في السعودية وسيل من المواقف والجهود الدولية.

ويبدو أن بايدن، حاول في تصريحه "الملغوم" الرد على الإجراء العربي الذي واجهه، عندما أعلنت مصر بالاتفاق مع الأردن وفلسطين، إلغاء القمة التي كان من المقرر يجتمع فيها الرئيس الأمريكي مع نظرائه المصري والفلسطيني والملك الاردني.

وعلى الرغم من ذلك، من المؤكد ان إدخال المساعدات غزة، ليس سوى خطوة في ألف ميل، إذ أن الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني أكبر مما يمكن وصفه، هذا ما تؤكد كافة الصور والأحداث، وصولاً إلى بيانات مختلف الهيئات الإنسانية الدولية.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: مصر تحذر من تهجير سكان غزة وواشنطن: لم نتشاور مع إسرائيل

زر الذهاب إلى الأعلى