وما الفرسُ إلا مطايا اليهود (شعر)
قصيدة المثنى الهمداني بعنوان: وما الفرسُ إلا مطايا اليهود (شعر)
وقال المُتاجر بالقدسِ :(إنا قصفنا اليهود )
فقالت لنا القدسُ لما نظرنا إليها: كذبْ
وقال اليهود: بلى إننا قد قُصفنا
وإن صورايخ مران في كل يومٍ علينا تُصبْ
وردت عليهِ الصواريخُ: لا يا صديقي
فما أنتجونا لقتل اليهودِ
ولكن لقتل العربْ
ونحتار نحن
نبحر في حيرةٍ واضطرابٍ
ونرسو على أي شئٍ
ونحكي له ما سمعنا
فنلقاهُ مما حكينا عليهِ اضطربْ
نصدق مَن يا ترى
إن قول اليهود يطابق قول المُتاجرِ بالقدس
لكن قولَ الصواريخ أكد ما قالت القدس
والقدس لما تناهى إليها حديث المُتاجرِ قالت كذَب
لذا سندقق في كل قولٍ
سنبحث في الأمرِ
ليس لدينا خيار لكي نعرف الصدق إلا بتحليل ما قيل
فالحق أن لكل مسارٍ دليلاً
وإن لكل مسيرٍ سببْ
يقول المتاجر بالقدس: إني قصفت اليهود
يقول اليهودُ كما قال بالحرفِ فعلا
فهل ياترى أن هذا تلا وذاك كتب؟
وإلا لمَ القدس قالت كذب؟
سنبحثُ في الأمر
من أين جاء المتاجر بالقدسِ؟
حسبناهُ من حميرٍ
زيّهُ واسمهُ واللقب..
وحين سألنا عن الدمِ
والعرقِ
فوراً أجاب بنو الفرسِ: منّا
نعم هو منا أتى
وإلينا انتمى وانتسب
ونحن صنعناهُ
نحن الذين جعلنا للفرس أيضاً ذنب..
فيفرض هذا الجواب سؤالاً على الدهر
يا دهر هل كان للفرس أن حاربوا في مداك اليهود؟
فيهتف كلا ولا شعر الفرس يوماً تجاه اليهودِ شعور الغضب
وما مر في الأرض كالفرس شعباً أعان اليهود
وليس على الأرض كالفرس مَن لليهود أحب
فكيف يعادي اليهود الذي
يقول ألدُّ الأعادي العرب
وكيف يحرر قدس العروبةِ
من حاز أحوازها واغتصب
ومن أوغل القتل في أهلها
وأشعل في كل بيتٍ لهب
وما الفرسُ إلا مطايا اليهود
يسيران نحو احتلال العرب