كيف للمشروع الصغير أن يتحول إلى كبير؟
عبدالوهاب طواف يكتب: كيف للمشروع الصغير أن يتحول إلى كبير؟
المعروف أن مشروع الهاشمية هو مشروع عنصري صغير؛ لفئة بسيطة من الناس، ونظرية الولاية هي نظرية عنصرية للحكم؛ تتبناها فئة صغيرة من الناس. أما المذهب الشيعي فهو مذهب من ضمن المذاهب الإسلامية، التي فرقت المسلمين وبعثرتهم ومزقت وحدتهم لأغراض سياسية بشعارات دينية.
والشيعة نوعان، الأول تشيع لفئة من المسلمين بقناعات فكرية خاصة بهم غير مسلحة، وهؤلاء هم الكثرة، ولا خلاف معهم، ولهم الحرية فيما يتشيعون به، حتى وإن خالفت أفكارهم ومعتقداتهم العقل والمنطق والدين، لأنها تظل حبيسة صاحبها، وليس لها سطوة أو أدوات مسلحة لفرضها على الآخرين.
أما التشيع المُسيس، وهو الذي تتزعمه إيران وأدواتها الهاشمية في المنطقة العربية، فهو تشيع سياسي مسلح، يعمل على إعادة أمجاد إمبراطورية فارس بعمائم ما يُسمى بآل البيت، وهي حيلة ظاهرها بناء دولة هاشمية كبرى في شبه الجزيرة العربية وباطنها إعادة سيطرة العنصر الفارسي على تلك المنطقة.
لماذا لا تسعى إيران لنشر مذهبها الشيعي أو نظرية الولاية الخاصة به بعيدا عن السلاح وقضايا القدس والشعارات الفارغة التي تتبناها؟
لأنها تعلم أن نظرية الولاية في الحكم، وتشيعها وتسويقها لقداسة آل البيت وإصرارها على فرض تميز الهاشمي على بقية الناس لن يجد له سوقاُ أو آذان تسمعه، لتعارضه مع الحياة والعقل والمنطق والدين والأخلاق، والدول والتطور، ولذا اضطرت لرفع رايات كبيرة، كقضية القدس وفلس طين لتمرير مشاريعها الصغيرة ونظرياتها الهدامة تحتها. وبهذا ضمنت تحشيد العوام والمساكين خلف شعاراتها الجوفاء في حين أنها تسوق لسمومها بين الجموع.
ولذا نرى أدواتها في المنطقة العربية يرتكبون أبشع المجازر في حق أهلهم بيد، وباليد الأخرى يضجون ويصرخون لصالح فلسسطين، وذلك بهدف غسل جرائمهم في بلدانهم بشعارات تحرير القددس، حتى أن كثيرا من السذج تنطلي عليهم القصة، ويروجون لضرورة تناسي جرائمهم وتجاوز مجازرهم في دولنا العربية لصالح رفع شعارات فارغة أو مسيرات كرتونية، غرضها التمويه عن المصدر الأكبر للشر والشرور.
تذكروا أن إيران وأدواتها الهاشمية في المنطقة العربية قتلوا من العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين والسعوديين في عقد من الزمن عشرة أضعاف ما قتلت إسرائيل من الفلسطيننين في سبعة عقود، وأنها احتلت ودنست أربع عواصم عربية مقابل فلسطين!