آراءعربي ودولي

دروس غزة.. وحين تكون الهدنة جزءاً من الحرب؟

رياض الأحمدي يكتب عن دروس غزة.. وحين تكون الهدنة جزءاً من الحرب؟


كسبنا تعاطف العالم وخسرنا غزة وعشرات الآلاف من الأرواح جرحى وشهداء وتشريد مئات الآلاف وترويعهم وتدمير ممتلكاتهم، ويستمر نزيف الدم والحرب والدمار.

تسريبات الهدنة، تحولت جزءا من الحرب، حيث هدفت التسريبات لامتصاص الاحتجاجات في العالم، وامتصاص ردود الفعل حول العالم، وها هي تقترب من الأربعين يوماً، دون هدنة، إلا السراب الذي يوزعه الأمريكيون في الإعلام.

لعب حديث الهدنة دوراً كبيراً في التحكم بردود الفعل الدولية على المستويات الرسمية والشعبية، إذ بدا كما لو أن المسألة على وشك التخفيف من وطأة الجريمة، وفي الواقع يحدث ما هو مختلف.

***
بالعودة إلى سؤال البداية: بموازين وحسابات المعركة.. هل لدى حماس القوة العسكرية التي تجعلها تكشر أنيابها وتضرب العدو وهي مكشوفة الظهر.. أم أنها استدرجت؟ ليست المسألة إيمان. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه كان يعد العدة ويضطر لاتفاقات وتنازلات.. فتقديرات المعركة مهمة للغاية.

يمكن قراءة ما جرى بأنه، تم إيهام حماس بأن وجود رهائن سيمنع ردة الفعل الوحشية. وهذا ناتج عن فهم قاصر مفاده أن العدو يخشى على حياة رعاياه. في الواقع يتم التضيحة بألوف وليس مئات في سبيل مخططات استعمارية قذرة. أحداث 11 سبتمبر مثالا.

الذين باعوا وهم انتصارات المقاومة الميدانية في معركة أبعد ما تكون عن العوامل الميدانية المتكافئة، إنما كانوا يخدمون العدو من حيث لا يشعرون أو يشعرون بتأكيد ما يردده عن وجود خطر يهدده.

***
عداد القتلى في أي بلد يتوقف عند 10 آلاف قتيل. والذين يقتلون بعد الرقم 10 آلاف لا بواكي لهم ولا يُحسبون. حتى لو كان عددهم مئات ألف قتيل. جربنا هذا في اليمن والآن في غزة.

**
الإخوان ثيران السياسة.. يتم تربيتهم وتسمينهم ثم التضحية بهم بالوقت المناسب. نفس الشيء كل الجماعات التي تُدار من حيث لا تدري، وتظن أنها من يحرك نفسها. ثم تأتي الأحداث لتثبت أن ما قامت به صب محصوله لمصلحة غيرها أو عدوها.

***
من دروس غزة أيضاً، لا يوجد شيء اسمه محور المقاومة.. عندما اشتد الأمر اكتفت إيران بقبلات وزير خارجيتها لقادة حماس أثناء زيارته الدوحة. فعلت مصر والدول العربية وفعل المتظاهرون الفلسطينيون والعرب والعجم.. وحتى يهود نيويورك فعلوا مع غزة أكثر مما فعل محور المقاولة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى