شعر وأدب

إلى التبع اليماني رشاد العليمي (قصيدة)

شعر المثنى الهمداني إلى التبع اليماني رشاد العليمي (قصيدة)


رشادٌ لمن تاهوا وضاعوا وضُيِّعوا
عتادٌ لمن في جبهة العز شعشعوا

مدادٌ لمن صاغوا الأماني قصائداً
وصوتٌ لمن للحلمِ غنوا وأبدعوا

رشادُ الذي إن سافر الحلمُ نحوه
فبالمبتغى المأمولِ نلقاهُ يرجعُ

رشادُ ابنُ هذي الأرض من قومِ حميرٍ
كرامٌ على عرش المعالي تربعوا

جلست على العرشِ اليماني تُبَّعاً
وجئتَ بما لم يأتِ قبلُك تُبَّعُ

ومثلك ما قاد اليمانين قائدٌ
على صدقهِ كلُّ اليمانين أجمعوا

تصدرت في عز الملماتِ فارساً
وغيركَ إما استصعبوا أو تضعضعوا

وللوطن المعطاء أرخصت روحك ال
غدت في سبيل الشعب تُعطى وتُدفعُ

وما خاب فيكَ الشعبُ ظناً وإنما
بدوتَ كما شاء الرجا والتوقعُ

فباشرت صنع الفجر والفجر بالذي
كأنتَ بما تعني معانيكَ يُصنعُ

برغم العراقيل الكثيرات والأذى
مضيت فلم يمنعكَ في السير مانعُ

مضيتَ إلى مستقبلٍ مشرقٍ ومب
تغاك َ تزيح الليلَ عنا وتَنزعُ

ومازلت تمضي قائداً واثق الخطى
وخلفَك يمضي حُلمنا والتطلعُ

وبالسلمِ أو بالحربِ أقسمتَ عازماً
بأنكَ للشرِ الإمامي ستقطعُ

وسرتَ بعون الله حزماً وعندها
تهادى إليكَ العُربُ جمعاً ليفزعوا

نزعت فتيل الإنقساماتِ بعدما
حسبنا فتيلاً مثلهُ ليس يُنزعُ

ولملمت أشتات الرؤى حول رؤيةٍ
يمانيةٍ للحميريين تجمعُ

وجهزتَ للصبح اليمانيِّ كلَّ ما
بتجهيزهِ كلُّ الصباحاتِ تطلعُ

وأنت العليميُّ الذي علم الورى
طرائق نيل المجدِ.. والمجدُ مطمعُ

وحولكَ نوابٌ أباةٌ تآلفوا
فكانوا لك الأزرَ الذي لا يُزعزعُ

وكانوا لكَ الركنَ الشديدَ الذي بهِ
أُتيح لنا في جبهةِ الشمسِ موضعُ

وقلبُكَ في صنعاءَ والعين صوبَها
وفكركَ يُنبي شمسَها كيفَ تسطعُ

وهاناذا صنعاء يا سلسبَ المنى
أرى حُلُمي في ضوء عينيكَ يلمعُ

أرى أمنياتي في محياك كلما
بدا قال لي: إن الأماني ستونعُ

وقد طال بؤسي وانتظاري، وساجني
فظيعُ وما عانيتهُ منهُ أفظعُ

يحاصرني من كل صوبٍ لأنني
تعففتُ لا أرضى بهِ أو أُبايعُ

ولم أرضَ يوماً منهُ مشروعَهُ الذي
يناقض شرعَ الدين فيهِ المُشَرِّعُ

فسار لحربي من زوايا هويتي
ففكري وتاريخي على الفكر يُمنعُ

وزيفُ السلاليين في كل منبرٍ
له خادعٌ بالإفكِ للناس يخدعُ

فلا يدرسُ الأطفال إلا خرافةً
ولا يبلغُ الأسماعَ إلا التشيُّعُ

وفوق الذي يجري فللنهبِ أذرعٌ
سلاليةٌ أخرى وللجهلِ أذرعُ

وللعيش بؤسٌ ليس للرزقِ مصدرٌ
يفي الناس كي يحيوا إذ الفقرُ مُدقعُ

فيا فارس الحلم اليماني إنني
إليكَ أمد الحلمَ والحلمُ طيُّعُ

وما عاد لي صبرٌ على ما أعيشهُ
ولا جلَدي يجدي ولا الصبر ينفعُ

وأزرع أحلامي صباحاً وفي المسا
ارى البغيَ يجتثُ الذي بتُّ أزرعُ

أنا يا رجاء الشعبِ رهنٌ لطغمةٍ
سلاليةٍ يُنفى لديها التورعُ

إماميةٍ فاشيةٍ باطنيةٍ
شعوبيةٍ من منبع الفرسِ تبنعُ

وشعبٌ هُنا مستضعَفٌ كلما دعا
لحريةٍ.. يُلقى بعنفٍ ويُقمعُ

ولم يبق إلا الله واللهُ مُمهلٌ
وأنتَ... بعونِ اللهِ تُدعى فتسرعُ

وإني أنا صنعاء يا تُبَّعي وما
لصنعاء إلا أنتَ يصغي ويسمعُ

أعدني إلى ذاتي وديني وأمتي
فقد آن أن تمضي لفتحي فأرجعُ

أعدني فقد أودت بروحي مواجعٌ
وأودت بأحداقي جروحٌ وأدمعُ

زر الذهاب إلى الأعلى