الفصل الأخير من فصول المسرحية: الاخوان - إيران من استغل الآخر؟
كامل الخوداني يكتب عن الفصل الأخير من فصول المسرحية: الاخوان - إيران من استغل الآخر؟
أسئلة عابرة:
- لماذا لا تُصنَّف أمريكا مليشيا الحوثي (إرهابية) طالما تشكّل خطرًا على الملاحة الدولية؟
- لماذا لم تشترك الدول العربية، وبمقدمتها مصر، المستهدف الأول من أعمال القرصنة الحوثية في البحر الأحمر، بالتحالف الأمريكي لحماية الملاحة؟ وهل سيحارب هذا التحالف الذي شكَّلته أمريكا الحوثي؟
والآن:
منطقيًا وبعيدًا عن العواطف المندفعة والمبنية على الهربجات الإعلامية التي لا أثر لها على الواقع، يمكن تلخيص دور الحوثي بالآتي:
1. الهاء العالم عن ما تقوم به إسرائيل في غزة وتحويل انتباه العالم ووسائل إعلامه عن إبادتها وجرائمها، وتشغيله بقضية أخرى مصحوبة بتضخيم إعلامي أمريكي وغربي باسم تهديد الملاحة الدولية.
نجح الحوثي بهذا بنسبة 90٪، حيث لاحظ انحسار التغطية الإعلامية العالمية والعربية لجرائم إسرائيل، مما أدى إلى اشتغال الشارع العربي والعالمي وتوقف المظاهرات المنددة بجرائم إسرائيل والتضامن مع غزة في كل أنحاء العالم.
هكذا منح الحوثي فرصة لإسرائيل لإكمال مشروعها براحة تامة ومساعدتها في القضاء على الانقسام الداخلي وإيقاف غليان الشارع الإسرائيلي ضد حكومتها بحجة الخطر الذي تتعرض له.
2. إزاحة عبء كبير عن إيران ومحورها من خلال خفض الضغط الإعلامي والشعبي، مما ساعد حسن نصر الله على التخلص من المأزق الذي واجهه سابقًا والذي حاول الخروج منه عبر فيديوهات مصورة وخطابات فارغة.
3. منح الشارع العربي مسائل وأحداثًا وهمية تشغله عن أحداث غزة والمجازر الجارية هناك.
4. حصول إيران على مبالغ مالية ضخمة من عدة مصادر كمستحقات مع القيام بصفقات محددة، مقابل تخليها عن حماس وغزة.
5. الحصول على دعم واسع النطاق من جمهور كبير في الشارع العربي، مما ساهم في إعطاء الحوثي شعبية واسعة.
6. منح أمريكا ذريعة لاستكمال سيطرتها العسكرية على المياه والممرات والبحار والمضائق العربية.
7. عدم حصول غزة على أي فائدة.
الضرر الذي أحدثه الحوثي في إسرائيل (صفر أضرار)، فلماذا تُصنَّفه أمريكا إرهابيًا أو تحاربه، ولماذا لا تشارك الدول العربية في تحالف بحري لفهم فصول مسرحيته؟
والختام:
استفادت إسرائيل، استفادت إيران ومحورها، استفاد الحوثي، خسرت اليمن، ولم تحصل غزة على أي فائدة.
يدرك معظم اليمنيين حقيقة الحوثي رغم الهالة الإعلامية التي عملت على تضخيمه مع دعم بيانات وتصريحات من البحرية الأمريكية والبريطانية والبنتاغون، وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية وقناة الجزيرة.
فشل الإعلام العربي أمام الآلة الإعلامية لإيران ومحورها، وفشلت كذلك الشرعية اليمنية ووسائل إعلامها، مما أدى لاكتساب الحوثي شعبية واسعة.
في النهاية، لقد كان الفلسطينيون يفاوضون إسرائيل للعودة إلى حدود ما قبل 1967، لكن الأن هم يفاوضون للعودة إلى حدود ما قبل 7 أكتوبر2023.
وستبقى طيور غزة بعيدة عن أعشاشها، ولن تعود نجوم غزة لمياقيتها، ولن يعود القتيل لطفلته التي نظرت إليه.