الحوثيون قلقون على سرير إيران
عبدالرزاق الحطامي يكتب: الحوثيون قلقون على سرير إيران
إيران غاضبة جدا من إسرائيل. كلما استمرت الحرب الإسرائيلية على غزة احتد الغضب الإيراني أكثر.
لابد إذاً من وقف إطلاق النار، ورفع الحصار عن القطاع المنكوب إنسانيا.
وتتبنى هذا المطلب أداة إيران الأرخص في المنطقة وأكثر مليشياتها الشيعية سوءا وإرهابا .. الحوثيون .
يهاجمون البحر، يقصفون سفن الملاحة التجارية ويخطفون ناقلة المركبات جلاكسي ويتوعدون بالمزيد.
والقصف الأمريكي البريطاني على أهداف حوثية معلنة مسبقا لن يزيدهم إلا عتوا وعنفا، كما تؤكد تصريحات ناطقهم العسكري يحيى سريع.
إنهم يشترطون لوقف هجماتهم في البحر الأحمر رفع الحصار عن غزة.
ولم يكن أحد في اليمن ليعلم قبل طوفان الأقصى أن الحوثيين لديهم فائض من الإنسانية بهذا الكم، حتى أنهم يتألمون لأوجاع مدينة بعيدة آلاف الكيلومترات عن تعز المحاصرة بأغلالهم.
كما لا أحد يمكنه غمط الحقيقة في أن هجمات الحوثيين أضرت فعليا بالتجارة العالمية وكلفة الشحن والتأمين، وهددت مصالح إسرائيل الاقتصادية العابرة في المياه المالحة.
إن الغضب الإيراني من إسرائيل يحتم على الحوثيين فعل أي شيء لإشفاء غليل سيدهم المطاع.
فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة احتضن بايدن إسرائيل بأقصى مشاعر العشق والجنون، متناسيا أن لديه خدنا أخرى في المنطقة تنتظره على سرير الغرفة المجاورة.
هنا كان من الضروري على إيران أن تغار .. تستشيط غضبا وغيظا من ضرتها الشرق الأوسطية، في بيت الطاعة الأبيض والعصمة الأمريكية.
ورغم أن واشنطن تدير ضرَّتيها إسرائيل وإيران بعدالة قوامة استثنائية ، تعد أنموذجا في فن إدارة تعدد الزوجات، جاء طوفان الأقصى لتجد إيران نفسها وحيدة على فراش فارغ من بايدن، المنشغل كل وقته بإسرائيل.
طال هجر بايدن للضرة الغضبى، التي تتكىء على فراش أطول في التاريخ وأكبر في الجغرافيا، قياسا بالجارية إسرائيل العديمة منهما.
وجل ما تخشاه إيران هو أن تقدم ضرتها إسرائيل مستوى أفضل من الجريمة تتفوق به في غزة ، المدينة الصغيرة ، على الرصيد التراكمي لجرائم المليشيات الشيعية في أربع دول العراق وسوريا واليمن ولبنان.
لكن ما أبادته إسرائيل فيما ينيف على مائة يوم، من بشر وشجر وحجر، أنجزت إيران ومليشياتها أضعافه بوقت أقل في الدول العربية الأربع، ولاخوف هنا من المنافسة.
لهذا يطالب الحوثيون برفع الحصار عن غزة، أكثر من مطالبتهم بوقف إطلاق النار هناك..
إنهم بالفعل يريدون ذلك، حتى يحتفظون بحق الامتياز والتفرد في حصارهم لتعز، ولا يجب أن يتراجع هذا المؤشر في بورصة التقييم الأمريكي لأداء الضرتين، في حال تفوقت إسرائيل عليهم في حصار غزة.
وواشنطن تعشق من يقتل ويحاصر العرب السنة بمعايير الجودة الأمريكية المطلوبة.
أما أن تمضي تل أبيب قدما في مجازر الإبادة الجماعية فحق لإيران أن تغار من جرائم الضرة المنافسة لها في مضمار المنطقة.
وحق للحوثيين أن يغضبوا و يضربوا البحر حتى يعود بايدن إلى فراشه المهجور في الغرفة المجاورة، ويعلن منتصف الليل إنهاء الحرب ورفع الحصار عن غزة.
فالوقت ينفد أمام بايدن، وعليه أن ينهي الحرب والحصار في غزة ليتفرغ لإدارة حرب الحوثيين على اليمنيين وحصار تعز، قبل أن يعود ترمب بلائحة الإرهاب.