آراء

عن الوعل اليمني

عبدالوهاب طواف يكتب عن الوعل اليمني


يرمز الوعل اليمني لحضارة وثقافة اليمنيين، خلال آلاف الأعوام الخضراء والمزدهرة من تاريخه القديم.

ومثل الوعل رمزًا للقوة والشموخ، الذي كان يمثله الإنسان اليماني، عندما طوع الأرض ووضع عليها السدود، وهزم الجبال ونحت على صخورها الصماء مدرجات زراعية مثمرة، وغير المألوف لصالح الحياة والعمران.

العودة لإحياء الرموز اليمانية، والاحتفاء بمناسبات اليمنيين التاريخية، وإبراز تاريخ أقيالهم، هو انتصار لتاريخ اليمن المطمور تحت العقائد السوداء الرسية الدخيلة، والمدفونة تحت خزعبلات الفُرس الزرادشتية، والمُحرف والمشوه بتحريفات هاشمية عنصرية.

لكل بلد مناسباته الوطنية، وتاريخه الحضاري، الذي لا يصادم الدين أو ينتقص منه، ولكنه يبرز مآثر الأجداد ويسلط الضوء على مفاخر الأجيال السابقة، وينصف من مهد لنا الأرض وعمر لنا البلاد قبل تلوثها بالاحتلالين، الفارسي والهاشمي.

نعم فقدنا وخلال قرون طويلة من العبث الهاشم فارسي باليمن تلك النفائس اليمانية، بفعل التحريف والتزوير الممنهج لتاريخنا، والذي عمدوا إلى تشويهه واستبداله بخرافاتهم ومناسباتهم ورموزهم، حتى أننا وجدنا أنفسنا نسبح في بحر من خرافات هاشمية سوداء، تلاحقنا في أفراحنا وأحزاننا وصحونا ونومنا. وهم الذين لجأوا إلى اليمن من شعاب مكة وسهول بلاد فارس فقراء لا يملكون إلا بعض الحمير وأفكار زيدية سوداء، ولم يرضوا أن يكونوا أخوة لنا، بل أصروا على أن يكونوا سادة علينا في حياتهم، وأصناما نتعبد أضرحتهم وقبورهم بعد مماتهم.

لله در أقيال وأكليلات اليمن، فهم من تمكنوا وفي فترة وجيزة من إظهار المطمور والمخفي والمصادر من تاريخ اليمن الحضاري، برغم هجمة القوى الدينية؛ المُمسيسة منها، والجاهلة.

لنعود إلى تاريخنا القديم، لنستند على نفائسه وحكمه وأخلاقياته وشموخه؛ في مرحلة البناء القادمة لليمن، والتي ستكون خالية من أدران الفوضى الدينية وتطرفها المذهبي، وجرائمها الطائفية؛ التي دمرت اليمن خلال عقود طويلة، وأنتجت واقعا أسود لا ينتمي لليمن، ولا اليمن ينتمي إليه.

زر الذهاب إلى الأعلى