الحوثي أحرى بالقلق!
عادل الأحمدي يكتب: الحوثي أحرى بالقلق!
جاءت أجوبة الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في مقابلته مع قناة العربية البارحة على قدر من التركيز على العدو الحوثي ولذا فقد جن جنونهم بسبب المقابلة واعتبروها اعلان حرب مغلف بالحديث عن السلام.
وبدلاً من التركيز على الرسائل الهامة التي وجهها الدكتور طيلة ٥٣ دقيقة هي مدة المقابلة، راح البعض يبحث عن أي ذريعة للتأليب على الرئيس الذي بات يستقبل الوفود الإعلامية داخل العاصمة عدن ويجري منها مقابلاته وليس خارج البلاد، الأمر الذي دفعهم، بسوء تقدير ربما، لمحاولة تنغيص الصورة وتأليب المشاعر ضده.
لم يكن الامر يستدعي هذا الاستنفار.. واضح أن الرئيس في سرده لمناطق المقاومة أوردها على سبيل التعداد الاجمالي للبدايات وفقا لخط التوسع الحوثي القادم من اقصى الشمال في طوره الأخير، وليس المقصود الترتيب أو الأفضلية والا فإن صعدة وحرف سفيان وكشر ومستبا ودماج والرضمة سبقت الجميع.
والمفارقة أن الدكتور رشاد العليمي تعرض طيلة عامين لضغوط وانتقادات من شماليين بسبب ما يصفونه أنه انحياز تام للجنوب، واليوم يتلقى هجوما وكأنه لم ينصف الجنوب أكثر من كثير من ابنائه.
لا يجحد دور الجنوب أحد.. والرئيس والدولة اليوم في عدن بفضل تلك التضحيات الجبارة التي كان العليمي منذ توليه قيادة الدولة الأقدر على تكريمها بشكل عملي وليس بلاغي.. وفي كل الأحوال مطلوب النظر للمقصد الاجمالي وتصفية الأجواء لجعل عدن عاصمة حقيقية ووعاء للتنمية والاستثمار، لأن تقوية عدن هي لمصلحة الجنوب قبل أي شيء آخر.
ويا لتعاسة المنحى.. لم يجد المنتقدون مبررا يدعم هجومهم على رئيس مجلس القيادة الرئاسي سوى مقطع من مقابلة لأحد الإرهابيين في قناة الهوية التابعة للإرهاب الحوثي.. والحقيقة أن تلك سقطة كبيرة من المنتقدين لأن الاستشهاد بمقطع مفترى على لسان إرهابي وفي قناة ارهابية هو شهادة للرئيس ووسام رفيع على صدره.
التهمة ذاتها كانت مضحكة وسخيفة وخبيثة في نفس الوقت، ولا يحتاج الدكتور رشاد لشهادة أحد في هذا الخصوص فالعالم كله يشهد أنه أحد أبرز الأسماء في المنطقة العربية التي أدارت مكافحة الإرهاب بنجاح كبير في واحدة من أخطر بؤره وفي مرحلة من أخطر مراحله.
إلى ذلك، ثمة تحامل من نوع آخر من قبل بعض الأصوات بسبب استخدام الدكتور لمفردة السلام والحقيقة أن السلام هو مطلب كل يمني، وهكذا يتحدث من يخوض الحرب ويستعد لها حين تغدو منفذا وحيدا لتحقيق السلام، وهي لغة معروفة لا تعني التخلي عن خيار المواجهة بل احيانا هي تعبير عن الحرب، فمثلا الامريكان رفعوا شعار السلام يوم إعلانهم خوض الحرب بالحرب العالمية الأولى. ولو كان متحققا بلا حرب فهذه أمنية ولكنها متعذرة في حالة ان العدو هو الحوثي كجماعة موت تعتاش على ثقافة الموت وتتنصل من كل اتفاق.
لم يكن الرئيس حينها في منبر توجيه معنوي بل في قناة دولية داعيا العالم لدعم الحكومة لتحرير ما تبقى من البلاد. ولدى الجمع بين الاجابتين يتضح المقصود. ودليل ذلك ان العديد من الحوثيين قرأوا الرسالة بشكل مغاير عن قراءة المنتقدين أعلاه، واعتبروا مقابلة الدكتور العليمي بمثابة إعلان عن عودة الحرب، مطالبين مليشاتهم بأخذ الحيطة.
حين يأتي المساء ويتناول المنتقدون طعام الإفطار، حري بهم أن يعيدوا سماع المقابلة ويعيدوا النظر فيما كتبوه، ويتركوا القلق للحوثي فهو وحده المعذور إن وجد في المقابلة ما يثير الجنون.