[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

انفتاح متبادل بين الانتقالي والأحزاب!

خالد سلمان يكتب عن: الانفتاح المتبادل بين الانتقالي والأحزاب السياسية في اليمن


انفتاح متبادل بين المجلس الإنتقالي والأحزاب السياسية، يعيد صياغة التحالفات والتفاهمات،ويقدم وصفة حل مفتاحها وقوامها القضية الجنوبية.

ما حدث الأحد والإثنين من لقاءات في عدن بين 24 حزبا ومكونا سياسيا، يكسر الجمود ونمطية الفهم الأحادي للشأن الوطني شمالاً وجنوباً، حيث كل أحد من جانبه يدعي إحتكاره للحقيقية وإمتلاكه مفاتيح الفهم دون سواه، ما أهدر الكثير من الوقت وأستنزف الطاقات في معارك خارج الساحة الرئيسية، حيث الحوثي يكمن وينصب شراكه للجميع.

لقاء عدن كان يمكن له أن يكون تقليدياً كثير اللغو قليل المصداقية، ويشبه ماسبقه من لقاءات تشاورية تنتهي إلى لاشيء يستحق الإلتفات، جديد حوار عدن الذي أخرج الحوارات من شكلانيتها، هو اشتراك المجلس الإنتقالي كطرف أساس، والإقرار بأن القضية الجنوبية هي مفتاح لحل كل المسألة الوطنية، ومن دون حلها حلاً عادلاً ستمضي البلاد خارج قضبان التسوية، وتفتح على حروب مؤبدة.

طرفان مضيا إلى طريق أفضى إلى مقاربة عقلانية لعموم مشاكل البلاد: طرف المجلس الإنتقالي الذي يغادر خطابه المغلق على قواعده وجغرافيته، والأحزاب الأخرى التي كانت ترفض الإعتراف بوجود قضية جنوبية سياسية واجبة الحل، في ظل جديد هذا الفهم نحن أمام تشكيل كتلة سياسية إجتماعية تمتد من الشمال إلى الجنوب، وتعيد تظهير ملامح الأزمة،وتضع أصبعها على جذر الخطر وتسميه بلا أدنى إلتفاف وإلتباس أو مواربة، وهو الحوثي وكل من يتخادم معه، أو يتماهى مع مشروعه.

حتى لا نستبق الأحداث ونمضي بروحية متفائلة غير مسندة إلى معطيات واقعية، نقول أننا في بداية مفترق طرق وتغيير في الثقافة السياسية، حيث التقاربات هي الجامع المشترك، والتخوين إستثناء واجب الإستئصال.

الإنتقالي باشتراكه في هذا التكتل السياسي واسع الطيف، يقر من أن لا حل للجنوب مع بقاء الحوثي في مناطق الشمال مصدر تهديد، في ما تقر من جانبها الأحزاب بأن من الجنوب يبدأ الحل سلماً او حرباَ، ومن الجنوب تنتكس التسوية.

قبل أن نذهب بعيداً علينا أن ننتظر قليلاً ونراقب، إلى أين سيمضي هذا التكتل السياسي الوليد، ومدى جدية بعض الجماعات الدينية في مراجعة خطابها المزدوج، والإنحياز إلى حل جامع يرفض الإستبداد والإقصاء، ويؤمن بالتنوع وبحقوق الجميع.

***

حشد الأنصار لا توسيع دائرة الخصوم!

التعبئة الخاطئة لقواعدك على أساس العداء المطلق القائم على الفرز الجغرافي ، يحرمك كمجلس إنتقالي من هوامش المناورة وبناء التحالفات، حيث شيطنة كل ناس الشمال ، يقود إلى إغلاق منافذ العمل السياسي في وجهك ، حتى وإن كان يقدم مكسباً لقضيتك ويدفعها خطوات مهمة إلى الأمام.

يجب حشد الأنصار حول ماتراه قضية عادلة، لا صناعة الأفخاخ ومراكمة الأعداء وتوسيع دوائر الخصوم.

ردود فعل بعض الحواضن البسيطة المتشنجة جراء إشتراك الإنتقالي في لقاء عدن، هو في لغة السياسة فعل ضار.

 

المصدر
من صفحة الكاتب
زر الذهاب إلى الأعلى