[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

تصريحات إيران يُعاد ترجمتها حوثياً!

خالد سلمان يكتب حول تصريحات إيران يُعاد ترجمتها حوثياً في اليمن بإعلان الخطة الرابعة!


تحسباً لاندلاع الحرب ضد الحوثي، يوم امس الخميس أبوظبي دعت لسحب القوات الجوية الأمريكية من أراضيها، وهو ما بدأ تنفيذه فعلاً تحسباً لاندلاع الحرب ضد الحوثي، وقبله في ٢٣ ديسمبر العام الماضي أعلن الجنرال محمد رضا نقدي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، قدرته على إغلاق البحر المتوسط ومضيق جبل طارق وتهديد كل أوروبا.

اليوم الجمعة أعلن الحوثي بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من خطة التصعيد، باستهداف السفن المارة في البحر الأبيض المتوسط وبحار أخرى، ما يعني كاستنتاج أول أن الجنرال نقدي لم يكن يلوح بالتهديد كحرب نفسية، بل أن لديه حيثية عسكرية على الأرض، تجعل من هذا التهديد أمراً واقعاً.

الاستنتاج الثاني أن من يضرب السفن التجارية ويدير كل المجهود الحربي، ويقوض الاقتصاد العالمي هو السلاح الإيراني والخبراء الإيرانيون، وان اليمن قاعدة صواريخ متقدمة وخبراء يتحركون بقرارات غير وطنية مركزها إيران، وأن الجماعة المسيطرة تعمل على الضد من مصالح اليمن.

تصريحات نقدي يعاد ترجمتها حوثياً في بيان اليوم وخطة التصعيد الرابعة، التي لم تعد تشمل السفن الإسرائيلية أو المتعاملة مع تل أبيب، بل كل السفن بلا تمييز بين وجهاتها وهويتها والجهة المالكة، واعتبار البحر الأبيض المتوسط منطقة عمليات، وأن السفن المارة فيه أهدافاً عسكرية معادية.

بيان الحوثي يجمع بين أمرين: التلويح بالقوة لوقف احتمالات استهدافه عسكرياً بخطة واسعة النطاق، وهو عمل استباقي، والهدف الآخر خوض معارك إيران وتوسيع نطاق حرب الإنابة، وهو ما سبق وأن أعلنه نائب المتحدث باسم الحوثي، بالقول لقناة سبوتنيك الروسية مطلع هذا الأسبوع، إن الحوثي سينخرط في معارك الدفاع عن مصالح إيران بكل ثقله العسكري، وتحويل البحر المتوسط إلى ساحة عمليات يأتي في هذا السياق.

ثلاثة محددات تفتح على حرب محتملة ضد الحوثي:

خنق الاقتصاد العالمي عبر الهيمنة على البحر الأحمر.

الكشف عن ترسانة إيرانية متقدمة وإدارة الصراع الإقليمي إيرانياً بإسم وعنوان الحوثي.

وثالث تلك المحددات تهديد أوروبا بتحويل مضيق جبل طارق والبحر المتوسط وما بعد المتوسط، إلى ساحة حرب ومنطقة عمليات.

أمريكا مهددة بمصالحها في قوس ازمات يفتح على البحر الأحمر ويمر على هرمز والمحيط الهندي، وينتهي بوضع أوروبا تحت مظلة الصواريخ الإيرانية، الأمر الذي يضيق مساحة المناورة أمام الأمريكان، ويعجِّل بضرورة فك الحصار من حول مصالحها، وقطع الطريق على استثمار دول كبرى في منطقة الصراع، وتسجيل نصر على إيران في اليمن.

أمس الخميس بدأت واشنطن بنقل طائراتها وصواريخها ومسيراتها، من الإمارات إلى قاعدة العديد في قطر، إعلان أبوظبي ذلك وتبرير هذه الخطوة برفض الإمارات استخدام أراضيها ومياهها وأجوائها لضرب الحوثي، هو إعلان براءة موقف لتجنيبها ردود فعل إنتقامية حال تم اتخاذ قرار الحرب، في ما الرياض على موعد مع توقيع اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة، تجعل حماية أراضيه مسؤولية أمريكية، وهو الآخر قرار يتصل بتداعيات الموقف، وتدحرجه نحو الضغط على صاعق تفجير المواجهة المسلحة، ضد الحوثي وبالنتيجة إيران.

استهداف سفينة واحدة في البحر الأبيض المتوسط، يكفي ليحمل في طياته ربما إعلان حرب.

زر الذهاب إلى الأعلى