آراء

تخيلوا لو لم يأت يحيى الرسي الملقب بالهادي إلى اليمن؟

سفير اليمن الأسبق في سوريا عبدالوهاب طواف يكتب: تخيلوا لو لم يأت يحيى الرسي الملقب بالهادي إلى اليمن؟


لولا هذه الكارثة والنزوح الهاشمي إلى اليمن، بالتعاون مع المرتزقة الفُرس خلال حكم العباسيين، لكان اليمن قد تجنب ألف حرب وألف غزوة وألف مذبحة.

كان اليمن سيظل بلدا زراعيا موحدا متماسكا متسامحا، وبشعب متساوي الحقوق والواجبات، وما كان للتفرقة العنصرية أن تحضر إلى اليمن، فهو ومن بعده أبناؤه وأحفاده من أسس وشجع ورسخ الفُرقة والطبقية والعنصرية بين اليمنيين، وقسموهم إلى سادة وقبائل وباعة ( أولاد سوق) وقضاة ويهود وعبيد وأحفاد بلال...ألخ، علما أن هؤلاء هم أهلنا ويمنيين أب وجد ومولد وممات، وهم فقط من جاء من خارج الحدود، وحتى هذه اللحظة يرفض معظمهم أن يكونوا يمنيين مثلنا، ويصرون أنهم خلقوا سادة علينا وحكاما لنا، وبجنسية هاشمية لا حدود لها.

كان اليمنيون سيعيشون متصالحين مع جيرانهم، وكانوا سيظلون يعملون ويبنون بلادهم، وما كان لمعظمهم أن يختار شقاء النزوح في الداخل ومرارات التشرد في الخارج.

بالمقابل: هاتوا لي منجزا واحدا أو مبني واحد قائم على الأرض موجود اليوم، بُني خلال كل عهود الأئمة المظلمة، غير القبور والأضرحة والقباب والخرافات والكذب والفجور.

لا يوجد شعب نُكب بالغزاة كما نُكب الشعب اليمني.

للأسف فرطنا في الدولة، ولم نكن عند حسن ظن الآباء والأجداد؛ الذين سلموا لنا دولة بلا مسيدة، ولذا على الأقل الواجب علينا توعية وتنوير الجيل الجديد بهذه الحقائق، حتى لا يظل اليمن مستنقعا دائما ومسموما لخرافاتهم ومروياتهم الدخانية، وحتى لا يظل بلدنا العزيز اليمن يعيش في عزلة عن العالم، وإن تأخرنا في تحرير اليمن من الاحتلال الداخلي هذا فمن المؤكد أنه سيأتي من أبنائنا وأحفادنا من يطهر اليمن من كل معيقات التطور ومن كل عقبات بناء دولة قوية لليمنيين؛ بلا قيود طائفية أو أغلال مذهبية، أو ألغام مناطقية.

لن ننتصر، ولن نتمكن من حماية اليمن من الحروب والصراعات إلا بجهود توعية شاملة، تأتي على كل الخرافات الطائفية والمرويات المذهبية الدخيلة، التي قضت على ماض وحاضر وجزء كبير من مستقبل اليمنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى