[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراءعربي ودولي

اليمن واحتمالات التصعيد في ضوء التصريحات البريطانية والأمريكية

خالد سلمان يكتب عن اليمن واحتمالات التصعيد في ضوء التصريحات البريطانية والأمريكية


وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس قال يوم أمس الثلاثاء أن جميع فرقاطات البحرية البريطانية، مزودة بقدرات على شن هجوم بري، وأن عمليات البحرية البريطانية في البحر الأحمر اثبتت ضرورة جاهزيتنا لتدمير الأهداف براً وبحراً وجواً.

هذا التصريح غير المتحفظ يأتي في سياق تصعيدي تحسباً لمعاودة الحوثي رفع منسوب الهجمات،بعد فترة من خفضها بشكل لافت، وفي ظل تسريبات بشأن مطالبة إدارة بايدن مصر والسعودية الإشتراك المباشر في حماية البحر الأحمر، وهي دعوة أعقبها تصريح وزير الخارجية السعودي،حول أهمية حماية الأمن البحري وممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

يقابل ذلك قلق متنام من إستمرار تدفق السلاح الإيراني، ووصول عشرات السفن إلى ميناء الحديدة دون إخضاعها للتفتيش الأممي، ما يوسع دائرة الشكوك من أن الحوثي يعيد بناء قدراته العسكرية بخطى متسارعة، وإن قبضة الحصار البحري آخذة بالتراخي ومليئة بالثغرات، ما يجعل إضعاف الحوثي عسكرياً خطة مليئة بالثغرات،ومفتوحة على موشرات لتواطئ عُمان كواحدة من أخطر ممرات التهريب، لقربها الجغرافي من اليمن، ومن واقع ضبطيات السلاح التي يتم كشفها بين وقت وآخر.

إيران بدورها لا تخفي علاقاتها المتينة مع الحوثي، والحظوة التي يتمتع بها لدى أعلى المستويات القيادية، بما فيها خامنئي الذي التقى هذا الأسبوع بنائب وزير ثقافة صنعاء، وأدلى على غير عادته بتصريح باللغة العربية كتقدير معنوي لمليشيات صنعاء.

الحوثي ليس بيدقاً وحسب في خارطة الصراع، بل هو مفاتيح كل رقعة الصراع التي تراهن عليها إيران عسكرياً، لموقع اليمن الجيو سياسي المتداخل مع جغرافيات متعددة، تجمع بين اسيا وإفريقيا وتتوزع على البحار والخلجان والمحيط، وتتآخم مناطق إنتاج الثروات، وهي قلب المصالح الأمريكية،التي من خلالها تستطيع طهران أن تكسب ورقة ضغط في إدارة ملفات الحوار مع واشنطن بالسياسة وبالسلاح.

ربط حراك هذا الأسبوع من تصريح وزير الدفاع البريطاني،بجاهزية فرقاطاته لمهاجمة الحوثي براً، ورفع وتيرة الخطاب الأمريكي حيال مخاطر التهريب للسلاح الإيراني،ودعوة القاهرة والرياض الإنضمام عسكرياً لحارس الإزدهار، وقلق وزير الخارجية السعودي من تداعي أمر التجارة في البحر الأحمر، ودعوته لوضع حد للإنفلات المسلح، مروراً بزيارة قائد القيادة العسكرية المركزية للرياض، وتمدد إيران في السودان لتطويق البحر الأحمر،كل هذا يجعل اليمن من وجهة نظر جديد السياسة الإمريكية مفتوحاً على إحتمالية التصعيد، وصياغة سياسة بديلة تجمع بين محاولة الإحتواء أي الإغراء بجوائر التسوية وخارطة الطريق، والتلويح في ذات الوقت بالقوة، بما في ذلك تعضيد وتسليح مناهضي الحوثي، والقيام بعمليات برية نوعية منتقاة، تاركة لإسرائيل إستقلالية الحركة، ومسرح تنفيذ العمليات الموضعية، خارج صخب الإعلان أو الإقرار بالمسؤولية.

وفي مجمل الأحوال اليمن ساحة لعب دولي متداخل القوى والملفات، ومن اليمن تتقرر مصير عديد القضايا الملتهبة على الساحة الدولية، من طهران وموسكو وبكين، وحتى واشنطن ولندن وخلفهما يحتشد كل الغرب.

ومن هنا من هذا البلد الفقير المنهك بعشر سنوات حرب، يقاتل الكل الكل، ويسجل الكل ضد الكل النقاط.

زر الذهاب إلى الأعلى