حادثة الطائرة الإيرانية والدروس والعبر
أحمد عبده ناشر يكتب عن حادثة الطائرة الإيرانية والدروس والعبر
لقد كانت حادثة الطائرة الإيرانية حدثًا مفاجئًا للناس، رغم الغموض الذي أحاط بها، وخاصة أن الأشخاص الذين كانوا على متنها ليسوا عاديين. لكن العبرة والدروس المهمة تكمن في أن الإنسان مهما بلغت قوته وإمكانياته البشرية، فهو ضعيف أمام القدرة الإلهية.
ويا ليت الناس يتفكرون في قوة الله وقدرته، فمهما بلغ الإنسان من قوة، فإن الغيب يحمل الكثير من المفاجآت. في لحظة سريعة قد يتغير مصير الإنسان، ليجد هذا المخلوق نفسه في مكان صغير وحيدًا، ليرى أعماله وحسابه على ما فعل في الدنيا.
ليعتبر قادة إيران وميليشياتهم بما جرى، وليراجعوا مواقفهم لأنهم سيكونون أمام الله بعدله للظلم الذي أصاب الناس في سوريا والعراق واليمن. لقد عانى اليمن من ظلم إيران وميليشياتها، وضحايا الألغام، ومن سجنوا، ومن قتلوا، ومن عانوا من الجوع والفقر والتشرد والبطالة والأمراض وانعدام الأمن.
ليعلموا أن قوة الله أكبر وأعظم بما لا يدركه البشر الضعيف المغرور بقوته وجبروته. فمهما أعدوا من خطط، وأسعدوا بعذاب الآخرين، سيرون ذلك في صفحة أعمالهم. شهد التاريخ نهايات مريرة بأمراض وغيبوبة لمن سفكوا دماء الناس الأبرياء. عدالة الله لا يشك فيها أحد.
القوة ليست كل شيء. انظروا لما يجري في اليمن من معاناة، واقرأوا ما تقوم به مؤسسة مكافحة الألغام من الأشقاء السعوديين لإنقاذ أطفال اليمن وغيرهم من زراعة الألغام للمدنيين. انظروا لمن يحاربون بعبادتهم ويرهبون لتغيير هويتهم، وانظروا إلى أين وصلت أسعار العملة، وضياع المرتبات، وانحدار العلاج والخدمات الطبية، وهروب الناس بالهجرات. من وراء كل هذا؟ إنهم ملالي إيران وميليشياتهم، وما يعملونه في سوريا والعراق والبلوش وغيرهم، إضافة إلى سب أصحاب رسول الله وزوجاته.
ومهما حاول البعض تحت شعارات مزيفة تزيين هؤلاء عبر الإعلام وشبكات التواصل، فإن ذلك عند الله مرصود، وهو الحكم العدل. أنين وبكاء الناس والضحايا لن يضيع عند الله. اقرأوا التاريخ لتروا مصير الجبابرة.
يا رب الطف بعبادك في اليمن وسوريا والعراق، وانصفهم، وبعبادك في فلسطين وكل مكان. أنت يا رب العدل، وبابك مفتوح لدعوات المظلومين. وما قوم عاد وثمود وغيرهم بغائب عن الناس.
على إيران أن تقرأ رسالة زيارات العرب للعزاء كرسالة بأن العرب يريدون حسن الجوار. فإن كانت إيران وقادتها لديهم حكمة، فليتوقفوا عن إثارة الفتن والطائفية، ويلتزموا بحسن الجوار، ويتلقوا زيارات الوفود للعزاء بفرصة لحسن الجوار، والتوقف عن شعارات الفتن والدعم للميليشيات والطائفية.