[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

شيء من التاريخ: كوميديا حديث الكساء وتلفيق العائلة المقدسة!

حسين الوادعي يكتب عن: شيء من التاريخ.. كوميديا حديث الكساء وتلفيق العائلة المقدسة!


عانى أنصار خرافة آل البيت من مسألة تأسيس علي وأولاده وزوجه كعائلة مقدسة.

أحد مصادر المعاناة هو كيف يمكن اعتبار علي وأولاده "آل بيت" الرسول والأقرب إليه بينما زوجاته وبناته الأخريات أقرب له.
وكيف يمكن اعتماد النسب الأمومي بحيث يصبح أبناء علي هم أبناء الرسول وليس أبناء أبي طالب حسب النسب الأبوي المعتمد.

عندما قرأت حديث الكساء قراءة عقلانية لأول مرة وجدته اسكتشا فكاهيا رديء المستوى على شاكلة اسكتشات مضحكي المهرجانات.

ملخص حديث الكساء أن النبي كان في بيت زوجته أم سلمه مع فاطمةَ وعلي والحسن والحسين، وطلب منهم الدخول معه تحت كساء له، ومنع زوجته -اُم سلمة- من الدخول، ثم دعا الله أن يطهّرهم.

الهدف الايديولوجي من الحديث واضح وهو حل معضلة آل محمد المعوجة. ففي كل الثقافات عندما نتحدث عن آل فلان فنحن نقصد زوجته/زوجاته وأولاده.
أما في الاسلام فآل محمد هم زوج ابنته واحدى بناته وأولاده.
هذا الإعوجاج كان لا بد له من حل لا يقل سوءا عنه.

والحل كان اختراع حديث يخرج فيه الرسول كل زوجاته وبناته الأخريات من "آل بيته" ويدخل بدلا عنهم علي وأولاده.
وللمزيد من التوضيح قرر مخترع الحديث ذو الخيال الضحل أن افضل وسيلة لذلك هو أن يختبيء محمد وعلي وفاطمه والحسن والحسين تحت لباس/عباءة، بطانية، ويمنع زوجته من الدخول.. ثم يبلغ الرسول الله/جبريل أن من تحت اللباس/الكساء هم فقط آل بيته.

عمليا من يختبيء تحت الكساء مع الرجل هم زوجاته. ونتيجة الاختباء تحت اللباس/الكساء يأتي الأطفال. ومن النساء والأطفال يتكون آل فلان.

عملية الاختباء الجماعي تحت اللحاف بما فيها من رمزية حسية "فرويدية" لا مجال هنا للتوسع فيها.

فالاختباء داخل الكساء عملية ذات بعد حميمي يختص لها الرجل وزوجته. لكنها هنا تتحول الى فعل حميمي رمزي، ويصبح الدخول تحت الكساء ممارسة سحرية كفيلة بإدخال ما ليس ب"آل" وإخراج ما هو عرفيا واجتماعيا "آل"… كأنها حركة "حمل وإنجاب" سحري مثل حركة "أبراكادبرا" التي يحول الساحر بواسطتها قطعة الورق إلى حمامة أو أرنب.

حديث الكساء يبدو أشبه بحلم فرويدي. هذيان، ورموز حسية، ولا شعور، ومكبوتات متراكبة.
في تفسير فرويد للأحلام كان يرى أن رموزا مثل الفراش ورداء الرجل ذات إيحاءات حسية. لكنها رغم حسينها لها دلالات اجتماعية.
تتعاظم الدلالات الحسية عندما ترى بعض الروايات الشيعية أن الرداء كان رداء فاطمه وأنهم جميعا دخلوا تحت الرداء وعلي من خلفه.
لست متخصصا في تفسير الأحلام الفرويدي، لكن حديث الكساء مجال خصب لهكذا تفسير.

اجتماعيا وتاريخيا، تبدو فكرة آل البيت في الاسلام اكبر عملية تزوير أنساب في التاربخ. لكن هذا النسب الملفق لم يكن كافيا لحصر السلطة والثروة في يد العائلة المقدسة.
وكان لا بد من اختراع جهاز مفاهيمي ضخم لاسناد الخرافة الهشة. الوصية، العصمة، العترة، الولاية، التطهير، البطنين، الولاية التكوينية، الولاية التشريعية ، أعلام الهدى.. أوسع قاموس للعنصرية والخرافة والتزوير شهده أي دين من الأديان.

المثير للاهتمام في نص كوميدي مثل حديث الكساء ان تنويريين مثل ابراهيم عيسى وعدنان ابراهيم يؤمنان به ويدافعان عنه إلى جانب تنويريين وتقدميين آخرين من انصار تفكيك خرافات الاسلام الصغرى والدفاع عن الخرافة الكبرى القاتلة.

ومن يعيش تحت نار الخرافة اليوم في اليمن والعراق ولبنان وإيران ليس مثل كمن يتفرج عليها من بعيد.

  • صفحة الكاتب
زر الذهاب إلى الأعلى