قبل أن ينهار كل شيء!
عضو مجلس الشورى في اليمن علوي الباشا بن زبع يكتب: قبل أن ينهار كل شيء!
لم أعد أرغب في الكتابة منذ أحداث 2011، حيث رمينا فيها بمصالح القبيلة وراء ظهورنا، أملاً في أن نرى بلدنا بدون سلاح، ولا دماء، ولا عنف، ولا إرهاب. وطن يتسع للجميع، لا أحد فيه فوق القانون والنظام. كان ذلك حلمًا تعلمناه في المدرسة والجامعة، ولسوء الحظ صحونا من الحلم على كابوس المحاصصة الحزبية المفرطة في الأنانية والاستحواذ والفشل أيضًا. ولسوء الحظ، لم يتوقف الأمر عند كابوس المحاصصة، بل نمنا ذات يوم في 2014 واستيقظنا على كارثة مروعة، كارثة سقوط الدولة في أيدي المليشيات الحوثية القادمة من الكهوف إلى القصر الجمهوري. حينها علمنا يقينًا أننا لم نفقد مصالح القبيلة فحسب، بل فقدنا دولة ووطنًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
حين وجدنا أن الدولة تنهار، والوطن يضيع منا، كلنا، المتطلعين إلى وطن آمن ودولة عادلة، لم نستسلم ولم تنهار معنوياتنا، ولم نلتفت لخذلان صنعاء وتجاربنا المرة السابقة معها. بل قلنا إن هذه الدولة يجب ألا تسقط، وهذا الوطن يجب ألا يضيع، وهذا الانقلاب لن يمر من هنا، ويجب أن تتوقف سيطرة البندقية حتى يعود الجميع إلى صناديق الاقتراع. وكانت هناك مقاومة باسلة من مأرب وسبأ وكل المحافظات، شقت طريقها وتصدت للمسؤولية الكبرى بدون تردد ولا حسابات ولا وعود.
ونحن نقترب من نهاية السنة العاشرة من الحرب، بما تحمله من دمار ودماء ومآسي ومعاناة، رغم كل ذلك لا زالت الروح المعنوية لدينا كما هي، وتطلعاتنا للدولة الجامعة والوطن الذي يتسع للجميع أكبر من ذي قبل. يفزعنا فقط حين تصلنا الأخبار والمراسلات التي تستغيث من أن المواطنين البسطاء على حافة مجاعة حقيقية في غالبية المحافظات، ومنها مأرب. هذه هي القضية الخطيرة جدًا، التي إن لم يتم التصدي لها من قبل الجميع، فإن كل الأهداف النبيلة والغايات السامية ستنهار بشكل مروع، وحينها سيكون الوطن لعنة التاريخ، والدولة كذبة كبرى. انتظروا انهيار ما تبقى من الدولة والقيم، لا سمح الله، فانتبهوا وتحركوا قبل أن ينهار كل شيء.
ونسأل الله أن يلطف بالبلاد والعباد في الوطن الكبير.