القردعي وخيار الكرامة في مواجهة محاولة الاستعباد الإمامي
د. محمد عيضة شبيبة يكتب عن: القردعي وخيار الكرامة في مواجهة محاولة الاستعباد الإمامي
يالعافية ودعتش الله
والموت حيَّا به مياتي
من حكم يحيى هو وقومه
قد موتي أفضل من حياتي
هذه الأبيات مترعة بالعظمة، مليئة بالكرامة، تبرز فيها أصالة النفس اليمنية، وأنفة الإنسان العربي، وعزة الفرد المسلم الذي يرفض العبودية لغير الله، والذل إلا لخالقه ومولاه جل في علاه.
هنا يعلن الشيخ اليماني الكبير والقيل المرادي العظيم: علي بن ناصر القردعي وبكامل اختياره ورضاه توديعه للحياة والعافية المحببه إلى نفسه!!
(يالعافية ودعتش الله)
ويرحب بالموت مئات المرات وهو المكروه إلى نفسه!!
(والموت حيَّا به مياتي)
كل ذلك من أجل كرامته.. فضَّلَ القبرَ على العبودية للقصر!
من حُكم يحيى هو وقومه
قد موتي أفضل من حياتي
وهكذا اليمني لن يخرج من دائرة عبوديتهم
ولن يغادر حظيرة ذلهم، ولن يرفعوا عنه سياط سلالتهم، ونتن عنصريتهم إلا إذا قدم كرامته على مصلحته
وأنفته على مادياته،
رحم الله الشهيد القردعي فهاهي ذكراه تتجدد بيننا
وتُروى عظمته لأجيالنا
ولو رضي بالذل وخنع لإمام العنصرية لمات هينًا منسيًا
لا يُدرى به ولا يُعرف عنه.
لكنه استشهد بعد أن أخذ بثاره وترك مجدا له ولأبنائه ولقبائله من بعده.