آراء

الانتقالي والمقاومة الوطنية.. حوار من يجمعهم نقاط مشتركة

خالد سلمان يكتب عن الانتقالي والمقاومة الوطنية في اليمن .. حوار من يجمعهم نقاط مشتركة


عيدروس وطارق ومبدأ الحوار بين من ينبغي أن تجمعهم نقاط مشتركة، أو لديهم الاستعداد لإنضاج قدر من التفاهمات. مثل هذا اللقاء ليس أمرًا سيئًا، بل مطلوبًا، وخطوة في الطريق الذي تأخر ارتياده لفترة عصيبة من الوقت، والآن، على قاعدة "خير من أن لا يأتي"، يحدث اللقاء ولو متأخرًا.

نحن جميعًا علينا أن نعيد النظر في تمترساتنا القطعية الأحادية المتشنجة، التي لا ترى إلا نفسها ومشروعها السياسي، وترفض المرونة والانفتاح على الآخر، ليس لإجباره على أن يتخلى عن مواقفه بالمطلق، بل لنبلور معًا موقفًا مشتركًا في الحدود الآمنة، وبما يدفع بكل الأطراف خطوة نحو قواسم الرؤى الوسط.

عيدروس وطارق ليسا نفس الشيء، ولكنهما يستطيعان أن يشرعا الشبابيك لدخول الهواء الجديد وطرد الفاسد، في سابق العلاقات المتأرجحة بين الشكوك المتبادلة، وعدم اليقين من صدقية التقارب.

قيمة هذا اللقاء، أيًا كانت المظلة الإقليمية التي تغطيه، أنه يكسر جبل الجليد ويمضي نحو البحث عن سبل أكثر نجاعة في تنسيق المواقف من السياسي إلى العسكري، سيما وأن الطرفين يجمعان بين السياسة والقوة المسلحة، ناهيك عن جهة داعمة إقليمية واحدة.

العبرة ليست في اللقاء بذاته ولكن بخواتيمه، بمخرجاته، بتجرده من الأنانية السياسية والحسابات الضيقة، ومغادرة عقلية حقن التسكين وشراء الوقت وهندسة الكمائن، والانفتاح على المشروع المختلف دون الحاجة للتخوين أو ادعاء احتكار الصواب، والتصلب خارج التنازلات المتبادلة.

الانتقالي يتغير، يعيد قراءة المشهد السياسي، وهذا أمر جيد، يكيف لغته وآلياته مع حركية المتغيرات المتسارعة والمتقلبة من حوله، ويقدم المقاربات والسرديات غير العصبوية والجهوية، يكسر سلاسل المنطقة وينفتح على الموزاييك السياسي الوطني العام.

للانتقالي قضية عادلة وعليه أن يحشد الأنصار حولها، ويخفف من احتقانات كل ما هو ثانوي، يوحد الخطاب ويعيد صياغة وعي حواضنه خارج الكراهية وسابق الشحن التعبوي، ويوطن لديهم أن المختلف جغرافيًا ليس هو العدو، وشهادة الميلاد ليست هي البرنامج السياسي الذي نحترب حوله، وأن تقصي مخارج حروف اللهجات ليست هي معركة الجنوب ولا معركة أي أحد، وكل استعداء غير مبرر لمكونات اجتماعية أخرى هو قيمة ناقصة تسحب ولا تضيف لقضيته العادلة شيئًا، ناهيك عن مركزية المواجهة.

وكما انفتح الانتقالي في الحوار مع مكون طارق، عليه أن يعتمد منهجية الحوار مع كل القوى والأطراف داخل وخارج الرئاسي، وأن ينتقل بالعلاقات من الخصومات الفائضة عن حاجة قضيته ومجمل الصراع، إلى تكثير الأصدقاء وتنمية المشترك، والبناء على حقيقة وحدة القضايا المترابطة.

ثلاثة مرتكزات تعضد الحوار وتشكل أساس انطلاق له:

الدولة المدنية غير الدينية
حق تقرير المصير
مقاومة الانقلاب.
خارج التقاربات والحوار، البندقية وحدها لا تصنع نصرًا.

زر الذهاب إلى الأعلى