في سبتمبر: وقفة تأمل
أحمد عبده ناشر يكتب في سبتمبر: وقفة تأمل
عندما عانى الشعب اليمني من ظلم الحكم الإمامي القاسي، الذي مارس أبشع أنواع الظلم والجهل والفقر والعنصرية، مما جعل الشعب اليمني يقف صفًا واحدًا لتحرير البلاد من هذه المعاناة، تحركت القيادات الوطنية مثل الثلايا، الزبيري، والنعمان. وكانت هناك جهات تجارية وقبلية مثل أسرة آل الأحمر، آل أبو لحوم، وقبائل البيضاء وتعز والحديدة. كما تحركت شخصيات كالفضيل الورتلاني للدفاع والتضامن مع الشعب اليمني المظلوم.
قامت ثورة سبتمبر والتف الجميع حولها. ورغم محاولات بعض الطوائف السياسية والحزبية لتغيير أهداف الثورة وتهميش القوى الوطنية لصالح حزبيات ضيقة، إلا أن الثورة حررت المواطن اليمني من الظلم.
وللأسف، جاء الربيع العربي ليعيد النظام الإمامي بوجه مختلف الشكل، لكن بنفس المضمون، وبطريقة بشعة من خلال زراعة الألغام، التجويع، وسياسة تغيير الهوية، وجعل اليمن ولاية إيرانية لتهديد استقرار المنطقة، طمعًا في عودة إمبراطورية كسرى تحت عمامة الملالي. وهذا خطر يهدد العرب جميعًا.
لذا، لابد من جهود توحيد الصف اليمني بعيدًا عن القبلية والحزبية الضيقة لصالح اليمن. ويجب توثيق الجرائم الإنسانية التي ترتكبها مليشيات إيران، فالعالم اليوم لا يعرف معاناة اليمن وأهله، فيما تستغل إيران قضية غزة وشعب فلسطين كغطاء، وتقوم بتمثيليات إطلاق الصواريخ. للأسف، لا يوجد من يفضح هذه اللعبة.
نناشد القيادات اليمنية توحيد الصف لإنقاذ اليمن وأهله. ولقد كان لمواقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية أثر كبير في دعم اليمن ومعاناة شعبه، وإنقاذ المدنيين من خلال مشروع "مسام" لإزالة الألغام، والدعم الإنساني والإغاثي، ودعم الحكومة الشرعية في الأزمة المالية. فجزاهم الله خيرًا، وكذلك بعض الدول الخليجية.
لابد من وقوف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مع الشعب اليمني، مع بذل جهود من اليمنيين بكافة أطيافهم لتوثيق خطورة ما يجري.