آراء

اليمن وماذا ينتظره!

د. عبدالوهاب طواف يكتب: اليمن وماذا ينتظره!


بات الجميع في المنطقة العربية على قناعة تامة أن أذرع إيران وميليشياتها في المنطقة، هم مجرد مخالب طائفية ضد الدول الوطنية، وعمائم سوداء خُطط لها أن تتربع على فضاءات الدول التي تمكنت من السيطرة على عواصمها لمصلحة مشروع ولي الفقيه الكبير.

في اليمن، عشرة أعوام قضتها الجماعة الحوثية في حروب طائفية توسعية ضد اليمنيين، بدأت من مطلع عام 2004 حتى عام 2014، مدفوعة بكومة من ذرائع متعددة ومتنوعة، ومتسلحة بأدوات موت إيرانية فتاكة، تحمل شعارات تحرير القدس!

عشرة أعوام من 2014 وحتى اليوم، قضتها الجماعة الطائفية في مؤسسات الدولة في صنعاء، دون أن تبني حجرا واحدا، بل دكت كل جميل في البلد، وسيطرت على كل مداخيله لمصلحتها دون الناس، وملشنت مؤسساته العسكرية والأمنية لحماية مشروعها الطائفي دون بقية الناس. وفرضت النسب الهاشمي كمتطلب رئيس للوظيفة والمنصب والراتب، دون بقية الناس، وخصصت وخصخصت خدمات الدولة كالكهرباء والتعليم والصحة والمشتقات النفطية لها كجماعة طائفية، دون بقية للناس.

أربعة أعوام منذ بداية الهدنة وتوقف الحرب، وبدلًا أن يتحسن وضع المواطن، ازدادت حالته سوًء، وبات أكثر فقرًا وقمعًا، حتى وصلت البشاعة أن يُتهم المواطن اليمني بالخيانة إن حمل علم بلاده، أو احتفل بذكرى ثورته.

اليوم وفي ظل المتغيرات التي حدثت في المنطقة؛ التي تؤكد أن الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة، بترتيبات سياسية وأمنية مختلفة؛ تكون فيها المنطقة خالية من كل الجماعات الطائفية والميليشيات المذهبية، نجد أنفسنا معنيين بالأمر فيما يخص بلادنا اليمن.

بالنسبة لنا في اليمن، نعلم أن الجماعة الرسية الطائفية، وبسبب فاتورتها الثأرية الباهظة في الساحة اليمنية، لن تجرؤ على الإقدام للمضي في مسار سلام يحفظ اليمن ويؤمن الجميع، ولذا ستظل تتمترس بالسلاح والطائفية الهاشمية حتى النهاية.

يجب علينا كيمنيين أن نبحث عن مخارج حقيقية؛ تُسرع بجهود إستعادة الدولة والحكومة الوطنية، لإنقاذ الناس في أسرع وقت ممكن، وأول خطواتها تبدأ من تولد قناعة راسخة لدى جميع الأطراف اليمنية المتحالفة ضد الحوثية، بإن التوحد خلف هدف واحد هو مطلب حيوي لمصالح الناس في شمال الوطن وجنوبه. فوجود الجماعة الطائفية في صنعاء لن يصب في صالح أحد، بل سيعرقل الحياة والدولة والحكومة في عدن وفي مأرب وفي الساحل، وفي كل مكان، مالم يتم نزع ذلك اللغم الطائفي، بالسلام أو بالقوة.

اليوم الشعب اليمني على حافة الموت، جراء الجوع والقهر والحرمان والبطش الطائفي ضده، ولكنه على استعداد كامل وبجهوزية غير مسبوقة، لدعم أي تحرك إنقاذي من الدولة ضد الجماعة الطائفية في صنعاء.

الكل ينتظر إشارة البدء في ترتيبات خطة العمل القادمة من رأس الدولة، ممثلة بالمجلس الرئاسي، وبإسناد حقيقي من المجلس الإنتقالي ومن التكتلات السياسية الجنوبية الأخرى، وسنجد الدعم الكافي والشافي من الأشقاء في المملكة ومن المجتمع الدولي. فإصلاح الخلل في اليمن صار مصلحة داخلية وإقليمية ودولية مشتركة.
لنعمل سويا نحو منطقة خالية من الطائفية والمذهبية.

زر الذهاب إلى الأعلى