[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

إيران قنعت بزوال حزب الله وحماس.. فما مصير الحوثيين؟

عبدالقادر الجنيد يكتب: إيران قنعت بزوال حزب الله وحماس.. فما مصير الحوثيين في اليمن؟


للدخول في مصير الحوثيين، يجب أولاً أن نتكلم عن إيران وعن السعودية.

أولاً: إيران في المنطقة

إيران قد قنعت واقتنعت بزوال حزب الله وحماس.

إيران تنتظر بنوع من القلق والعصبية وحتى الخوف الضربة الإسرائيلية المتوقعة من إسرائيل.

قد فقدت إيران حزب الله - ذراعها القوي في المنطقة.

والغالب أنها قد فقدت أيضًا أهدافها.

أهداف خامنئي هي أهداف إيران.

المصالح الضخمة للحرس الثوري الإيراني - فقط - هي التي تحمي خامنئي.

لا وجود لخامنئي بدون الحرس الثوري، ولا بقاء للحرس الثوري بدون عباءة خامنئي.

وفيلق القدس هو أداة الحرس الثوري العسكرية الخارجية.

وفيلق القدس قد فقد حزب الله.

أهداف الخميني:

١- الحفاظ على الكهنوت الديني والملالي

٢- تأليب وقيادة الأقليات الشيعية العربية وتوصيلها للحكم

٣- زعامة العالم الإسلامي

٤- السيطرة على دول الخليج

 

سقوط أهداف الخميني

*

١- هدف فلسطين

*

لم نذكر فلسطين ضمن أهداف خامنئي.

حتى إذا سلمنا بأن تحرير فلسطين هو أحد أهداف خامنئي، فإن هذا الهدف قد تم القضاء عليه.

إسرائيل قد أصبحت هي التي تهدد بالقضاء على النظام الإيراني بعد أن كانت إيران هي التي تهدد بالقضاء على إسرائيل.

 

٢- هدف الأقليات الشيعية

*

انتهاء حزب الله يعني عمليًا انتهاء قدرة إيران على استعمال الحوثيين في اليمن باستخدام كوادر حزب الله.

بشار الأسد يريد أن يصبح رئيسًا للدولة السورية وليس مجرد زعيم للطائفة العلوية الشيعية.

إسرائيل تمزق حزب الله

دور إيران في مساندة حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة لا يرتفع ولا يختلف كثيرًا عن دور المفسبكين والمغردين في X (تويتر) وإنستغرام.

طيران إسرائيل يدمر البنية التحتية الاجتماعية والخدمية والاقتصادية لحزب الله بعد أن فتكت بالقيادات ودمرت السلاح وشردت أكثر من مليون وربع شيعي لبناني.

حتى لو أرادت إيران أن تقدم المساعدة لشيعة لبنان ولإعادة نهضة حزب الله، فإن الآلية والأدوات لتوصيل المساعدة تتمزق على يد إسرائيل.

إسرائيل هي أخبث عدو يمكن أن يقع تحت رحمته أي خصم أو مقاوم.

إسرائيل تكره حزب الله ولن تتركه يتنفس داخل لبنان.

ونفس الكراهية مسلطة على حماس، ولن تترك أي مقاومة تتنفس في غزة.

 

أمريكا تنهي حزب الله

أموس هوكستاين، مبعوث بايدن مزدوج الجنسية (أمريكي-إسرائيلي)، متواجد في بيروت لينهي حزب الله سياسيًا.

هوكستاين لا يريد وقف إطلاق النار ولا توقيف قصف طيران إسرائيل على لبنان، ولكنه يريد رئيسًا للجمهورية ودورًا للجيش اللبناني ينهي تأثير حزب الله السياسي وقوته المسلحة.

 

طوائف لبنان تتخلى عن حزب الله

التيار الوطني الحر (ميشيل عون وباسيل) يتخلون عن حزب الله بعد أن أوصلهم لرئاسة الجمهورية وتبادلوا الخدمات لأكثر من ١٥ سنة.

باقي المسيحيين (الكتائب والقوات وجعجع) يجاهرون بالعداء لحزب الله.

المسلمون السنة لن يذرفوا الدموع على هلاك حزب الله.

 

٣- هدف زعامة العالم الإسلامي

*

لا أحد يتوقع أن يسمع من الإيرانيين بعد اليوم صرخات خمينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولا أي أصوات عن مشاركتهم في الإشراف على أمور الحج.

٤- هدف النفوذ على دول الخليج

*

هذا هدف سيبقى.

لن تتخلى إيران عن مضايقة السعودية والكويت للمشاركة في حقل غاز الدرة.

لن تتخلى إيران عن احتلالها لجزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى الإماراتية.

ولكن إيران ستتوقف عن قصف دول الخليج بالطائرات المسيرة أو الصواريخ.

 

**

ثانياً: دور السعودية

السعودية هي دولة.

نظام الحكم في السعودية هو الأطول عمرًا والأكثر استقرارًا وثراءً في المنطقة.

الهدف الأول للحاكم الفعلي - ولي العهد السعودي - هو استمرار النظام واستمرار الاستقرار واستمرار الثراء.

الخطر الوحيد العملي والمرئي الذي هدد وما زال يهدد نظام الحكم السعودي خلال العقدين أو الثلاثة العقود الماضية هو إيران.

السعودية على يقين بأنها لا تستطيع حماية نفسها بالاعتماد على قوتها المسلحة وحدها، ولا على الدول العربية، ولا على أمريكا.

قد جربت السعودية التصدي لإيران دبلوماسيًا وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ولكنها فشلت.

وكان الغرور والزهو الإيراني على السعودية واضحًا في كل محطات انتصارها مع حزب الله والحشد الشعبي والعلويين والحوثيين.

عدم وفاء أمريكا بالتزاماتها بحماية السعودية ضد هجمات الحوثيين والإيرانيين أيام الرئيس ترامب بعد قصف منشآت أرامكو في البقيق، والعداء السافر من الرئيس بايدن الذي وصف المملكة بأنها دولة منبوذة، كان مثل الدش البارد على رؤوس صانعي السياسات في السعودية.

يمكن لصانع السياسات السعودية أن يحاول تقوية العلاقات مع أمريكا حتى ولو اضطر لتقارب سعودي-إسرائيلي، … ولكن لا يمكن الثقة بأمريكا تمامًا بعد الآن ولا الاعتماد المطلق عليها.

ومن هنا جاء التقارب السعودي-الروسي، والتقارب السعودي-الصيني، والتقارب السعودي-الإيراني.

 

الوضع بين إيران والسعودية اليوم

١- لا يمكن أن تجاهر إيران النظام السعودي بالعداء.

٢- تريد إيران من السعودية أن تعمل معها معروفًا عند أمريكا بتخفيف حدة هجوم إسرائيل وأمريكا عليها.

٣- تريد إيران من السعودية ألا تسمح لطائرات إسرائيل بعبور أجوائها لضرب إيران.

٤- السعودية - بالتأكيد - تستطيع تنفيذ طلبات إيران ويسعدها أن تقدم المعروف والجميل، وأن يكون عندها مثل هذه الميزات وهذه الأوراق وهذا الاستثمار لدرء أخطار إيران في المستقبل.

٥- السعودية - بالتأكيد - لا تريد ضربة أمريكية-إسرائيلية مشتركة قاصمة لظهر النظام الإيراني تؤدي لفوضى شاملة.

٦- السعودية - بالتأكيد - لديها يقين بأن الحرائق لن تشتعل فقط داخل إيران، ولكنها ستنتشر إلى منشآت النفط في السعودية وباقي الخليج.

 

ثالثاً: مصير الحوثيين

إذا كانت إيران قد قنعت واقتنعت بزوال حزب الله، فبالتأكيد سيكون أسهل عليها بكثير القبول بزوال الحوثيين في اليمن.

وبالتأكيد لا يوجد عند الحوثيين أي رصيد لدى السعودية لتحافظ عليهم.

السعودية تستطيع أن تفرض رأيها على أمريكا فيما يخص الحوثيين إذا هي فعلاً قد توصلت إلى قناعة معينة.

وأمريكا - أصلاً - قد فقدت حماسها لأي دور للحوثيين سواء ضد السنة أو القاعدة أو الخليجيين أو اليمنيين.

قبائل طوق صنعاء قد سبق وتخلت عن الرئيس السابق صالح الذي هم منه وهو منهم، ولن تجد صعوبة في التخلي عن الحوثي الذي هو مكروه أصلاً عندهم.

قبائل صعدة ليست على ولاء مطلق للصرخة الخمينية ولا هي بالحجم الكافي لتشكل قوة مؤثرة للحوثي.

لن يبقى من عوامل قوة الحوثي إلا تفكك وخلافات القوى التي تحت مظلة الشرعية.

ولكن ٩٩٪ من تفكك وخلافات قوى الشرعية، سببه الخلاف والصراع بين السعودية والإمارات.

أسوأ وأسخف المشاهد في اليمن هو الخلاف بين مكونات الشرعية والتحالف - بكل ظلاله ودرجاته - لأنه بدون معنى ولا جدوى.

إذا اتفقت السعودية والإمارات بشأن اليمن، ينتهي الحوثي والحركة الحوثية في اليمن.

وستدخل اليمن بعدها في أوضاع جديدة ومآزق جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى