آراء

فوز ترامب بين فتات المصالح الأمريكية.. والشيء المؤكد!

فيصل القاسم يكتب: فوز ترامب بين فتات المصالح الأمريكية.. والشيء المؤكد!


من يعتقد أن دونالد ترامب فاز بقوة الشعب الأمريكي وأصواته الحرة رغماً عن أنف الدولة الأمريكية العميقة أو ما نسميه بالمؤسسة الحاكمة (الاستابلشمنت)، ندعوه لأن يفكر ثانية. لا تنسوا أن ترامب هو مرشح أهم حزب سياسي في أمريكا (الحزب الجمهوري) وهو جزء من الدولة وأعمدتها.

وعندما ينضم إلى حملته إيلون ماسك، أبرز رموز المال والأعمال، وهو أيضاً من أعمدة المؤسسة، فهذا يعني أن ترامب هو مرشح الدولة بامتياز، إن لم نقل المرشح المطلوب فوزه. ويُشاع أن الرئيس بايدن سأل علية القوم في أمريكا قبل الانسحاب من السباق الرئاسي: "من تريدون أن يفوز بالانتخابات القادمة؟" فقالوا له: "نريد ترامب"، فقال بايدن: "إذاً اسمحوا لي أن أنسحب من السباق مبكراً كي أحفظ ماء وجهي، ورشحوا مكاني شخصاً آخر يستطيع أن يتحمل ضربات ترامب ولسانه لاحقاً".

قمة السذاجة السياسية

التهاني تنهال على الرئيس الأمريكي الجديد، ترامب، من كل حدب وصوب، وكثيرون في كل أنحاء العالم يعتبرون فوزه بالانتخابات فوزاً لقضاياهم ومصالحهم. فبعض العرب يظنون أنه سيسحق السرطان الإيراني، واليمين الأوروبي يعتقد أنه سيكون على يمينه، وروسيا تظن أنه سيقف معها ضد أوكرانيا وأوروبا، والباقي يظنون أن ترامب سيدعم قضاياهم وتوجهاتهم، بينما الحقيقة أن الرئيس الجديد لن يدعم سوى مصالح أمريكا، وأي فوائد سيجنيها أي طرف خارجي ستكون على هامش المصالح الأمريكية أو من فُتاتها وبقاياها. بالمحصلة، الجميع من وراء المحيطات، مجرد جمهور.

ملاحظة: الشيء المؤكد الذي يستحق فوز ترامب التصفيق عليه عالمياً هو أن الرجل سيكون سداً منيعاً في وجه موجة (الشذوذ) التي كادت أن تجتاح المعمورة.

تغريدات من صفحة الكاتب على منصة إكس

زر الذهاب إلى الأعلى