مفتاح أزمة اللجوء العالمية
مصطفى ناجي الجبزي يكتب عن سوريا: مفتاح أزمة اللجوء العالمية
تحولات سوريا يمكن لها أن تقود إلى تغييرات شاملة في سردية الهجرة والمهاجرين وتقوض صعود اليمين الأوروبي.
أوروبا في عهد اليمين المتطرف لا تحتمل التغييرات الديمغرافية والثقافية الحاصلة بالتدريج لأسباب اقتصادية وجيوسياسية. أصبحت الهجرة زاد اليمين المتطرف سيما مع هيمنة مواضيع الهجرة والمهاجرين على الخطاب العام والسياسي وانزلاق المثقفين والأدباء في جدل أشبه بإعادة تدوير وتعميد الشعبوية.
سوريا لم تكن شأناً سورياً صرفاً. بل كانت قضية وطنية وقضية إقليمية وكذلك دولية عابرة للأوطان.
كانت هذه واحدة من أشكال تعقيدات المشهد السوري لدرجة أن الوضع السوري لم يكن في يوم ما أمراً منسياً أو من الدرجة الثانية إلا لقليل من الوقت، رغم أهمية الحرب في أوكرانيا بالنسبة للأوروبيين والأمريكيين.
صحيح أن قضية بهذه الدرجة من الحساسية تقتضي زيادة عدد المتدخلين والأطراف المنخرطة، لكن حلها يعني أيضاً حلحلة قضايا ذات ارتباط وأهمها الهجرة واللاجئين ولاحقاً قضايا جيوستراتيجية كتوزيع النفوذ في المنطقة، والنفط، ومد أنابيب الغاز والنفط، والربط الطاقي والاقتصادي بين آسيا وأوروبا وغيرها.
لكن هذه الحلحلة مرهونة بأمرين: أولاً، عودة ثابتة نحو الاستقرار وتوفير صيغة سياسية مطمئنة للداخل السوري ولدول الجوار وعلى رأسها إسرائيل وتركيا.
ثانياً، وارتباطاً بالأول، توفير مسارات مقنعة لعودة السوريين اللاجئين إلى بلادهم.
كانت أفغانستان هي القضية الشاغلة في المقام الأول بالنسبة لأوروبا. ورغم استتباب الحكم لطالبان إلا أن هذا لم يقد إلى معالجة أشمل لموضوع اللاجئين الأفغان بسبب التشدد الديني وآليات القمع، سيما تجاه المرأة.
فكيف سيكون الوضع في سوريا؟
هناك تلميح بتقديم إغراءات خارجية برفع بعض الجماعات المسلحة من قائمة الإرهاب مقابل مرونة هذه الجماعة ونجاحها في تعدي المرحلة وتطبيع الحياة.
إلا أن العائق الأكبر في هذه المرحلة هو الأطماع الإسرائيلية التي لا تساعد على الاستقرار وتضع أي حكومة سورية أمام تحدي الدفاع عن السيادة الوطنية بالإضافة إلى غياب ضمانات وحدة وسلامة الوطن السوري.