سلطان الصريمي.. رحيل سلطان القصيدة الغنائية والشعرية السياسية

سلطان الصريمي ريشة رقمية نشوان نيوز
سلطان الصريمي ريشة رقمية نشوان نيوز

غادر دنيانا الأكاديمي والسياسي والأديب الشاعر سلطان الصريمي بعد أمدٍ من المعاناة والمرض.

كان سلطان الصريمي قد أثْرى الحياة الأدبية والسياسية والاجتماعية اليمنية بمجموعة أعمال شعرية وقصائد مغناة هي من لآلئ القصيدة بين ركام كبير من الكلمات.

مع سلطان الصريمي قفزت القصيدة العامية إلى مرتقى رفيع من العذوبة الشعرية والصراحة السياسية والدقة التعبيرية وأصبحت تضارع الفصحى فنًّا وتعبيرًا ونفاذًا وسحرية.

بفضل دواوينه الشعرية بلغت العامية التعزية، على وجه التحديد، مستوى من الجماليات برهنت على ثرائها الفني وجزالتها واشتمال حقولها على نحو فائق وعلى خط التزامها السياسي في آنٍ واحد.

كان فارس هذه القصيدة بعد أن توارى زخمها بفقدان اليمن عامة وتعز خاصة كوكبة من شعراء الأغنية.

أخرج سلطان الصريمي القصيدة الشعبية من طوق محلي ضيق هو جبال الحجرية في جنوب غرب تعز، وحلّق بها في آفاق إنسانية رحبة، وأصبحت لسان حال وطن ممتد شرقًا وغربًا وكتلة سكانية هي شعب بأكمله.

آخر اكتشافاتي لقصائده المغناة هي قصيدة "المباعِد" بصوت عبد الباسط عبسي، وقد دلني إليها صديقي الدكتور جمال الشيباني ذات لقاء باريسي.

كان الصريمي ومن غنوا له من أساطين الفن هبةً لليمن واليمنيين. وأصبحت هذه الأغاني ملمحًا ثقافيًّا بارزًا في المشهد الثقافي والسياسي في اليمن ونافذة أساسية نحو اليمننة. طمر الزمن الأحداث السياسية وبقيت القصيدة الصريمية والأغنية.

وهو إلى جانب شاعريته، كان ملتزمًا أيضًا تجاه المجتمع كنائب برلماني أو عبر عمله كأكاديمي وباحث في كلية الآداب جامعة صنعاء، حيث رأيته لأول مرة بعد أن كنت قد سمعت عنه من أبي الذي رغم أميته، إلا أنه يحفظ قصائد كثيرة لسلطان الصريمي ويتعامل مع مفرداتها كحكمة عابرة للمواقف والأزمان وبيان سياسي ضد الغلبة.

كابد الفقيد المرض منذ زمن. فقد زرته في القاهرة برفقة صديقي هاني الأصبحي في بيته قبل سنوات بعيدة. كان الجلوس إليه كأن تقبض على الضوء الهارب نحو المجرات البعيدة.

خالص العزاء لأهله ومحبيه ولكل اليمن.