على ضفاف الشعر

على ضفاف الشعر - خالد غيلان العلوي
على ضفاف الشعر - خالد غيلان العلوي

قصائد للشاعر خالد غيلان العلوي: على ضفاف الشعر 


فاتحة

حين دلَّ عليها دمي
مشيتُ إليها
فرشتُ لها وردةَ الروحِ سجادةً
زرعتُ لها زهرةَ القلبِ.. ظِلاً
وأسقيتُها
من دمِ الكلمات..

بلسم

ذاتَ قصيدةٍ..
وقفتُ على حافةِ الشعرِ
أعطيتُ للروحِ حرفاً وضوءً
تدثرتُ والقلبُ حتى الشفاءِ
أطعمُ عقليَ بقايا حروفٍ
هناكَ..
في مطلعِ الكلماتِ
عندَ بلسمِ الشعرِ
أذعتُ القصيدةَ
على ضفةِ النهرِ
ومع الطيرِ..
أطلقتها للسماءِ

قطرةُ إشراقٍ

مغتسلٌ أنتَ بالحبِّ
غُصتَ حتى جذورهِ الهلاميَّةِ
أيها القلبُ..
يملؤكَ الحنينُ
يحضنك
فتقطر شوقاً
انتظرني..
عندَ أقربِ قطرةٍ للشروقِ
تجيءُ..
مع جناحينِ


انصهار

أيها البعيدُ
القابعُ بقلبي 
اقرأْ..
نبضَ قصيدةٍ
ودعها تحلقُ
تداعبُ ريشَ محيطٍ يتيمٍ
مطرزةُ حزنٍ.. ولؤلؤٍ
تشبهني هيَ
ملمحُنا.. دمعٌ واحدٌ
انتظرْ ريثما أقرأ ُ مكتبتي الدخانية َ
شارفتُ على البكاءِ


نغمات

حدِّثني.. عن مدينةِ فاس 
كيف تنامُ وتصحو.. مدينةُ فاس.. ؟
هل تغسِلُ الشمسُ روحَها 
مثلَ صنعاء.. ؟
تغني البيوتُ العتيقة 
على نغماتِ الندى.. ؟
فيما رأيتُ :
روحَ فاس شفافةً
يسكنُ الشِّعرُ.. أزقَّتَها
يغني السَّحر..

فراغ

لم يعد للروح متكأٌ.. مذ رحلتَ
في فراغٍ.. سحيق
في تجاعيدِ غد.. أقرأُ الآن
يكتُبني الرملُ
ينثرُني للبطاح
ولأني شجاعٌ
يسكنُ الخوفُ
جوفي..


ليلٌ

يلتهمُ.. 
في صمت قديم
وجهاً مكررا
على هيكلِ الأرض
إنسانٌ 
وفمٌ
وعلاماتٌ سكرى
تلقي تراباً.. أخيرْ
تلفظ الغبار
إلى
أحجارٍ.. وشرارات
في فمِ الشتاء
تعششُ
في ركبتيها.. 
على ثدي أمي
قرأتُ
سطورَ الظلام

إغفاءة

قصيدةٌ أخيرةٌ
تجلسُ في مغارةٍ
تحتسي البحرَ 
وتغفو..
بانتظارِ الفجر
وقصائدٌ.. 
بيمينِ الكهفِ
قابعةً بأطرافِ المدينةِ
لم تعدْ تبكي..
لم تعد تعرفُ
حتى من أنا

بَريق

حين داهَمك.. ودلَّ عليك
كنتَ تسيرُ حباً طليقاً
ما كنتَ تدري
آه
وما كنتُ يا صاحبي.. 
أن سوف يسلبُ من راحتيك
بريقاً
ويلقي إليكَ بموتٍ
حتى المقل
ودمعٌ.. 
وذاكرةٌ.. 
طيرُ حزني.. عميقاً يرفرف
في أضلعي
وجرحي القديم..


مسافات

لم تعد تغتابُني
هل ينتابُكِ الحسنُ.. ؟
لم يعد ينقرُ في دمي.. !
رغم المسافات.. 
ما زال دفؤكِ.. ذلكَ المقر
وأنتِ تجدفين بذاكرتي.. 
وحين يحطُّ المساءُ.. 
أحضنُ جمالَك.. بأعماقي
أُداعبُه
حتى آخرَ اليقين
حيثُ يهبُّ
ليس لي خيارٌ
في كل مرَّةٍ
تشبهين الحلم..

عزم

يحملُ في روحهِ حٌبَّ الأرضِ
وعزماً لا ينضب
أقرأُ في عينيه سطورَ التحريرِ
إلى أقصى الروح
له الحبُّ... وغصنُ الزيتونِ
وللغاصبِ طلقةْ
يا فارسَ بيتِ المقدسِ..
اغفر للأمةِ.. هذا الصمت
يا أسدَ الأرض..
في قلبِ الأمةِ.. أنتَ
رابطْ
فاللهُ معك
وأمطرهم
بحجارةِ سجيلٍ
وعزمٍ لا ينضب