![ما يريده الشارع في اليمن - خالد سلمان ما يريده الشارع في اليمن - خالد سلمان](https://nashwannews.com/uploads/images/featured-images/2025/02/featured_20250206_200758_be3a8b61147d606a.jpg)
خالد سلمان يكتب عن: ما يريده الشارع في اليمن
الوضع فاسد غير قابل للإصلاح بإجماع كل من انتُزعت أحلامه في اليمن، ومع هذا الإجماع إلا أن هناك من لا زال ينظر لكيفية الخروج من هذا المستنقع الخانق، بعقلية لا تتخطى أرنبة أنفه أو بالأصح الانتماء السياسي وهواجس المنطقة ولغة المشروع السياسي الجهوي،
ما يطيل من عمر منظومة الفساد، ويمنحها هوامش اللعب بين المتناقضات، وتأليب فئة اجتماعية على أخرى، ومنطقة على ثانية، وهواجس قلق يتم تنميتها بخطاب شعبوي، يفصل الوجع ويقسمه إلى نصفين شمال وجنوب، يحاول أن يفرش المزاج الشعبي الغاضب بمسامير الارتياب، يفخخ الثقة، ويعطل كل ممكنات بل ضرورات التقارب ووحدة المطالب، والإقرار أن من يصنع المعاناة في الشمال هو نفسه من يدمر السلم الأهلي في الجنوب، وأن إبقاء حالة التحفز العدائي ممراً آمناً كي يبقى الحكم الفاسد حياً يتنفس حتى القضاء على آخر صوت ممانع.
في عدن، في تعز، أبين، لحج، حضرموت، كل المدن التي بدأت تنفض من على روحها قميص التردد وقررت أن تصرخ بكل ما تملكه من شجاعة البوح بالألم، وسط هذه الصحوة هناك شيء ناقص، فجوة عدم ثقة مفتعلة يجب ردمها، تفصل بين وحدة المعاناة وتعلن أن قهرنا جنوبي بامتياز أيها الجوعى الشماليون والعكس، وأن خصمنا ليست مرتفعات الحكم بل فقراء يتماثلون معنا في أحلامهم وإحباطاتهم، وتوقهم للخلاص من مراكز النفوذ ومنظومة الفساد، التي تمكنت من الجمع بين السلطة ونهب الثروة وإشغال اليمني بحروبه البينية، وجعل صاحب البسطة والبائع المتجول والنازح هو العدو رقم واحد، لا تلك الطبقة السياسية الحاكمة وحتى المعارضة في بعضها، هي من تقود الفقراء بتلاوين شهادات ميلادهم صوب حتفهم.
ما ينقص هذا التململ الاجتماعي الآخذ بالاتساع هو تأطير هذا الغضب بوحدة المطالب، والخروج من شكلانية النضال الحقوقي المطلبي على أهميته، إلى مصفوفة تغيير سياسي شامل، تحيل المطالب من التوسل إلى نزع الحقوق بقوة وحدة الإرادة، ومطالب الميادين المتعددة.
لقد جعلوا دمنا رخيصاً وخبزنا مُرّاً، جحَّموا حياتنا وأصبحت قطعاً متناثرة على خارطة الموت، حرباً عبثية، وقنصاً، وإحباطاً، ولهثاً خلف ربطة خبز، هي منتهى الحلم كي نبقى على قيد الحياة.
ما يريده الشارع هو أكبر من تنفيس محابس الاحتقان بالاستجابة لمطالب شكلية، ما نحتاجه هو خلاص جمعي، استعادة حقنا في أن نبني وطناً للجميع، حيث العدل والحق والمساواة.
وحدة الميادين القائمة على ثقافة الخبز، هي طوق نجاة وبوصلة استهداء لهزيمة سبب شقائنا وجذر جوعنا.
فلنترك التفاصيل خلفنا ولنمضِ معاً خلف خُطى الملايين.
![ياسين سعيد نعمان](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2024/05/nashwannews-2024-05-23_18-01-09_765955.jpg)
![خالد سلمان](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2024/01/nashwannews-2024-01-20_20-06-57_161308.jpg)
![خليل القاهري](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2023/01/nashwannews-2023-01-09_20-27-38_726559.jpg)
![خالد غيلان العلوي](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2011/10/2011-10-11-nashwannews-160842-1318380525.jpg)
![عادل الأحمدي](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2024/06/nashwannews-2024-06-15_04-28-43_699745.jpg)
![فيصل حواس](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2024/07/nashwannews-2024-07-22_18-54-14_315395.jpg)