لماذا الصمت اليمني تجاه تصريحات خليلة الحية؟

أحمد عبده ناشر يكتب عن اللعبة الإيرانية الإسرائيلية المكشوفة.. ويتساءل: لماذا الصمت اليمني تجاه تصريحات خليلة الحية؟ 

انكشفت اللعبة الخفية بين إيران وإسرائيل، التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية وتفتيت وإضعاف الدول العربية. بدأت إيران خطوتها بجرّ البعض لإطلاق صواريخ ذات تأثير محدود، مما منح إسرائيل الفرصة لتدمير غزة وتهجير أهلها المدنيين بصورة بشعة. وبعد ذلك، بدأت محاولات إنهاء القرارات 242 و338، التي تدعم قيام دولة فلسطينية، واستغلال تعاطف العالم مع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وللأسف، وقعت بعض الفصائل الفلسطينية في الفخ الإيراني، حيث تم تصفية إسماعيل هنية وسط غموض يكتنف الحدث. وجاء هذا القرار بعيدًا عن الأطراف الفلسطينية الأخرى، مثل السلطة الوطنية المعترف بها دوليًا. في الوقت ذاته، تم تلميع الحوثيين وكأنهم قوة عظمى، عبر إطلاق الصواريخ وإطلاق التصريحات الإعلامية التي تهدف إلى تضليل العامة بلعبة محكمة. والأسوأ أن أحد قادة فلسطين المخدوعين بإيران قد أدلى بتصريح يمدح الحوثيين بشكل مبالغ فيه، في محاولة لتضليل الشعب اليمني وتعزيز نفوذ إيران هناك.

تسعى إيران إلى تثبيت سيطرتها على اليمن لتحقيق أهداف استراتيجية، مثل تدويل البحر الأحمر، وتصدير الإرهاب والمخدرات، وتهديد استقرار الجزيرة العربية بأكملها. كل ذلك يتم مقابل حصول إيران على أراضٍ في غرب أفغانستان وشرق العراق، بالإضافة إلى دعم احتلالها للجزر الثلاث، والتحكم بممرات النفط من آسيا الوسطى.

بعد مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انكشفت هذه اللعبة بوضوح، حيث تم رفض القرارات الدولية والتنكر للمعاهدات بطريقة مخزية، مما أدى إلى نسف الاتفاقيات التي كانت متفقًا عليها. لكن موقف المملكة العربية السعودية البطولي كان حاسمًا في مواجهة إيران وحلفائها، حيث جاءت تصريحات القيادات السعودية قوية وواضحة، مستندة إلى ثوابت راسخة منذ عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله-. فالمملكة كانت ولا تزال الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، وهذا أمر لا ينكره إلا جاحد، والوثائق الدولية الأمريكية تشهد بذلك، من خلال ما تطرحه القيادة السعودية في مباحثاتها مع الولايات المتحدة والعالم.

كما بذلت السعودية جهودًا كبيرة لجمع الفصائل الفلسطينية في مؤتمرات مكة، بهدف توحيد الصف الفلسطيني. لكن للأسف، انخدع البعض بالمكر الإيراني، وأوقعوا الشعب الفلسطيني في كارثة كبرى. انظروا إلى الخسائر الفادحة وما يجري في الضفة الغربية، بالإضافة إلى مخطط ضم غزة إلى إسرائيل ومنع اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى أراضيهم.

وفي خضم هذه الأحداث، يبرز التساؤل: لماذا الصمت اليمني تجاه تصريحات بعض القيادات الفلسطينية، وعلى رأسهم خليل الحية، الذي تجاهل معاناة الشعب اليمني من القتل والتشريد، ونهب ممتلكات المدنيين، وإجبار الأطفال على تلقي مناهج تسبّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته الطاهرات؟ كيف يمكن التغاضي عن الجرائم التي ترتكبها ميليشيات إيران، مثل زراعة ملايين الألغام التي تقتل الأبرياء، والتي تقوم المملكة العربية السعودية بإزالتها من خلال مشروع "مسام" الإنساني؟

ألم يعتبر أحد مما حدث لحسن نصر الله بعد انتهاء مهمته لصالح أسياده في طهران؟ ولماذا هذا الصمت المريب تجاه ما جرى لإسماعيل هنية؟ لقد آن الأوان لكشف الحقائق، وتقديم الشكر للقيادة السعودية والمصرية على مواقفهما الواضحة والصريحة. كما نشكر التصريحات الشجاعة للأمير تركي الفيصل، الذي سار على خطى والده القائد المسلم الملك فيصل -رحمه الله-.

انكشفت الأوراق، وحان الوقت لوحدة الصف وجمع الشمل في مواجهة المخططات الإسرائيلية والإيرانية، التي تهدد سيادة العالم العربي والإسلامي، وتمس أمن فلسطين، واليمن، والعراق، ولبنان، والسودان. فمن سيواجه عدوان إسرائيل وإيران؟

اللهم اكفنا شرهم.