
القصف الأمريكي الذي استهدف تجمعاً مفترضاً للحوثيين في اليمن ونشره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. متى وأين؟
أثار الفيديو الذي نشره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن ضربة جوية استهدفت ما قال إنه تجمع لمسلحين حوثيين في اليمن، موجة تعليقات وتساؤلات بشأن القصف وموقعه.
وكان ترامب قد نشر الفيديو على حسابه وعلّق بالقول: "اجتمع هؤلاء الحوثيون لتلقّي تعليمات بالهجوم. عفواً، لن يكون هناك هجوم من قِبل هؤلاء الحوثيين!". وأضاف ساخراً: "لن يُغرقوا سفننا مرة أخرى!".
وحسب المعلومات التي راجعها نشوان نيوز، ونشرتها وسائل إعلام محلية، فإن القصف استهدف تجمعاً لحشود من الحوثيين في منطقة الفازة بمحافظة الحديدة، غربي اليمن.
وعلى الرغم من المشهد الصادم الذي وثقته الطائرة المسيّرة المسؤولة عن القصف، كان لافتاً أن الحوثيين لم يخرجوا بإعلان عن الضحايا، وهو ما اعتُبر مؤشراً على استهتار الجماعة بحياة مسلحيها.
وفي بيان له، أوضح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الضربة الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية استهدفت تجمعاً عسكرياً للميليشيا في الخطوط الأمامية بجبهات جنوب محافظة الحديدة، وأسفرت عن مقتل عدد من القيادات الحوثية البارزة، بينهم "صيد ثمين"، إلى جانب خبراء من الحرس الثوري الإيراني، ما تزال الميليشيا تتكتم على أسمائهم خشية التأثير على معنويات مقاتليها.
وأضاف: "الموقع المستهدف يقع جنوب منطقة 'الفازة' الساحلية بمحافظة الحديدة، وهي منطقة عسكرية 'مغلقة'، تقع على بُعد أقل من عشرة كيلومترات من خطوط التماس. ومنذ إعادة التموضع التي نفذتها القوات المشتركة، قامت الميليشيا الحوثية بإنشاء سياج حاجز لمنع دخول المدنيين إلى المنطقة".
وقال إنه "بإشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، استحدثت الميليشيا قناتين بحريتين في منطقتي الفازة والمجيلس، تمتدان من وسط مزارع النخيل إلى البحر الأحمر، بطول 210 أمتار، وعرض 20 متراً، وعمق 10 أمتار، مما يعكس استخدام المنطقة لأغراض عسكرية استراتيجية".
وحسب المصدر، "يُعدّ الموقع نقطة تمركز رئيسية للتحضير وانطلاق الهجمات الإرهابية الحوثية ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب، حيث يضم شبكة أنفاق، ومخابئ لمنصات الصواريخ والزوارق المفخخة، بالإضافة إلى حواجز ترابية لتأمين تحركات الميليشيا".
وقال الإرياني إنه إذا كان التجمع "قبلياً" كما يدّعي الحوثيون، وسقط فيه ضحايا مدنيون، لكانت الميليشيا قد سارعت إلى نشر صور وأسماء القتلى، كما فعلت في مناسبات سابقة. إلا أن تكتمهم حتى الآن على تفاصيل الغارة ونتائجها، ونفيهم لما نُشر عن العملية، يؤكد زيف مزاعمهم ومحاولاتهم تضليل الرأي العام.
وختم قائلاً: "المقطع المصوّر الذي نشرته القيادة الأمريكية يثبت دقة الضربة وأهميتها، ويؤكد أنها استهدفت تجمعاً عسكرياً يضم قيادات ميدانية ومشغّلين للصواريخ والطائرات المُسيّرة، مما يعكس التفوق العسكري والاستخباراتي الأمريكي، ويدحض أي ادعاءات عن استهداف مدنيين. كما يُظهر أن هذه العمليات ليست عشوائية، بل هي ضربات نوعية تستهدف مواقع تُشكّل تهديداً مباشراً للملاحة الدولية وأمن واستقرار المنطقة".




