شجاعة رأس المال اليمني!

لطفي نعمان
لطفي نعمان

لطفي فؤاد نعمان يكتب: شجاعة رأس المال اليمني! 


على مر السنين العشر الماضية صبر الشعب اليمني على العبث بحقه في الحياة الحرة الكريمة، واحتمل مضار الحرب بأسبابه المتنوعة. قطاعٌ مهم تضرر من عبث الحرب أيما ضرر، لكنه صبر أيما صبر؛ صبر صبرًا منتجًا معززًا بصمود هادئ وثبات راسخ أمام اهتزاز كل المؤشرات، وبشكل مغاير لما رسخ في الأذهان. ابتكر قاعدة استثنائية هي: رأس المال شجاع.

أثبت القطاع الخاص اليمني شجاعةً منقطعة النظير وجرأةً على تحدي الحرب وتأثيراته على الاقتصاد والتجارة والتنمية، فمِن المؤسسات التجارية والاقتصادية مَن ضاع وسط زحام الأضرار وتأثر لفقدان الاستقرار.. إنما أكبر وأهم وأشجع المجموعات الاقتصادية اليمنية ما ضيعت حقها أو تخلت عن مسئوليتها تجاه المساهمة بتحسين خدمة المجتمع أو الاستمرار في خدمته، عبر مبادرات معالجة آثار الحرب المؤسفة.

فانطلاقًا مما تأسست عليه "مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه" من مبادئ إنسانية وأخلاقية تتسق مع روحانية وعملية مؤسسي وقادة المجموعة السابقين، تجد الجيلين المخضرم والجديد يواصلان المَهَمة بهمةٍ عالية وعزم متين يعزز استدامة المجموعة ووحدتها ووطنيتها بما يؤهل ديمومتها داخل نطاق العالمية، ليس بتوزيع المنتجات بل بإنتاج المبادرات، كونها نجحت في استمرارية المبادرة لخدمة أبناء اليمن داخل اليمن، ذهبت تطرح مبادرات تخدم استقرار كل أصدقاء وأشقاء اليمن.

أثناء تفشي وباء كورونا قادوا مبادرة عالمية ضد كوفيد 19 لدعم استجابة اليمن..

وفي خضم حرب أوكرانيا طرحوا مبادرة عالمية للأمن الغذائي.

هذا الى جانب مشاركتهم المتميزة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولحماية البيئة البحرية، كانوا أول مؤسسة اقتصادية يمنية من القطاع الخاص -لديها فروع ومكاتب في لندن، القاهرة، الرياض وجدة، دبي وجنوب شرق آسيا- تقدم مبلغ مليون وربع مليون دولار لتمويل عملية تصفير صافر... أي تفريغ المحتويات النفطية من الناقلة "صافر"؛ وشكلت حافزًا لتبرع شركات قطاع خاص ورجال أعمال من دول عالمية كبرى.

ولأنها مجموعة شركات تجيد الشراكة، بحثت مبكرًا عن سبيل مشاركة القطاع الخاص مع الحكومة بأعمال التنمية، وتم توقيع اتفاق تاريخي سنة 2014م، أجهضه تفاقم النزاع مع الأسف.

يسبق هذا كله، أنها منذ مطلع "اليمننة: الأزمة اليمنية"، ظلت تلتزم بمسئوليتها الاجتماعية تجاه موظفيها وعمالها، ولم تبالِ بما تتكبد وتواجه من مسئوليات والتزامات مضاعفة هونها الله عليهم.. بهم. سواءٌ بتخفيف معاناة من في صنعاء أو الترفيه عمن في عدن بحديقة غناء.

ماذا قدمت مجموعة هائل سعيد وأنتجت لليمن السعيد؟ عفوًا.. نجيب على هذا السؤال أولًا: لماذا تبادر وكيف تبادر؟

الجواب ببساطة: لأنها تتسم بطاقةٍ منتجة وبُعد نظر ينفُذ بتواضع وهدوء إلى التقاط المنحة المُلْهِمة من بطن المحنة المظلمة التي يعيشها اليمن.. إذ ترى في كل مشكلة فرصة للحل وليس العكس.

تبنت أيضًا "مبادرات التنمية الاقتصادية" لدعم تطوير حلول مستدامة طويلة الأجل لأهم قضايا البلاد. هذه "المبادرة ابنة المجموعة" مع "ديب رووت للاستشارات" تعاونا لإنتاج دراسة مهمة حول "إطلاق إمكانات القطاع الخاص في اليمن" تعبر عن وجهة نظر معديها الوزير اليمني السابق د. رأفت الأكحلي والبروفيسور ايثان كابستين، وفريقهما المساعد.

تُستهل الدراسة بتأكيد ما للقطاع الخاص من أهداف نبيلة حسب تمهيد العضو المنتدب نبيل هائل سعيد أنعم، وأن اعتمادهم مستديم على قوة الشراكة والتعاون لدفع التنمية. إنهم يتشاركون مع المجتمع أو السوق كل عناصر وآثار الحياة بمنافعها ومضارها.. "ما من مصلي إلا وطالب مغفرة" يقول المثل اليمني، المغفرة أو المنفعة هنا تتجاوز العنصر المادي، كونها تتمثل في محاولة حفظ جميع عناصر السوق مهما كلف ذلك. لذا تشارك المجموعة بصمودٍ واعٍ وتخطٍ هادئ العقبات التي تعترض المنتجات الخلاقة وسط الفوضى الخناقة.

تأثير النزاع على القطاع الخاص وشركاته، حسب تلك الدراسة، لم يمنعهم من الإسهام بدفع العملية الاقتصادية والتدخل لتوفير فرص عمل يبدد تلاشي الفرص داخل القطاع العام المجزأ والمنقسم بين مناطق سلطتي الأمر الواقع والأمر الضائع، حتى ازدوجت المدفوعات الضريبية والجمركية للنافذين في مناطق السلطتين.

وسط هذه المعاناة لم يفقد آل القطاع الخاص عزمهم على خلق غد أفضل، ويظلون يكسبون احترام كل مجتمع مع ثقة باتساع باب أمل بناء السلام بفضل من زادهم الله هدىً وخيرًا يحفظ النعمة ويديم السعادة لكي يسبقوا غيرهم إلى خدمة وطنهم ومجتمعهم وبناء #السلام_لليمن.