فتنة القبلية والحزبية والعنصرية لتدمير الأمة

فتنة القبلية والحزبية والعنصرية لتدمير الأمة  - أحمد عبده ناشر
فتنة القبلية والحزبية والعنصرية لتدمير الأمة - أحمد عبده ناشر

أحمد عبده ناشر يكتب عن: فتنة القبلية والحزبية والعنصرية لتدمير الأمة 


يسعى أعداء الأمة العربية إلى تدميرها وتمزيقها، وما يجري في بلداننا هو مستنقع وصفه رسول الله ﷺ بقوله: "دعوها فإنها منتنة"، عندما سعى اليهود في المدينة لإعادة الأنصار إلى حروب الجاهلية، فذكّروهم بحروب الأوس والخزرج. ولكن رسول الله ﷺ وحّد الأمة تحت راية الإسلام، وشرف الله هذه الأمة بحمل الرسالة إلى الإنسانية في العالم.

واليوم، نجد ما يجري في دارفور وغيرها، والسعي لتقسيم السودان، لأن هذه البلاد مجاورة لأفريقيا ولمصر. وقد صنعوا لها فتنة "سد النهضة"، والآن فتحوا فتنة الشرق والغرب في السودان، ويسعون لتقسيمه، حيث توجد قيادات عنصرية تنفذ أجندة خارجية لتقسيمه.

أما اليمن، فيمر اليوم بأخطر فتنة طائفية ومناطقية خطيرة، وتقوم إيران بأقذر لعبة منذ سنوات، حين دربت ميليشيات طائفية ثقافيًا وعسكريًا، ثم شحنت العنصرية المناطقية والقبلية. فاليمن، التي شرفها الله بالإسلام، وكان أبناؤها قد حملوا هذه الرسالة من شرق إلى غرب الكرة الأرضية بلا خلاف، نجد اليوم عناصر طائفية تسعى لتمزيق اليمن، ونشر ثقافة إيران العنصرية الدينية بين اليمنيين. فإيران موجودة في اليمن - للأسف - وهي تُسيّر الميليشيات، وهناك عناصر أخرى تسعى لتمزيق اليمن مناطقيًا، خدمة لمصالح إيران وإسرائيل، وتبث ثقافة كراهية عنصرية، تتنافى مع المبادئ التي شرفنا بها القرآن الكريم، إذ يقول الله تعالى:
"إنما المؤمنون إخوة"،
"واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا"،
"فأصلحوا بين أخويكم".

فبدلًا من توحيد الأمة، هناك من يريد تمزيقها إلى دويلات، وهذا ما جرى في الصومال وليبيا، والسعي مستمر بأجندات مختلفة. وما يجري في سوريا ولبنان هو نفس اللعبة، حيث قامت إسرائيل بتحريك طائفة الدروز ومحاولة ضمهم لإسرائيل ضمن مشروع "من النهر إلى النهر".

وكذلك، يتم شحن الناس في اليمن بالدويلات القبلية، والتمزق، وثقافة الكراهية، والنزاعات المستمرة، وتشغل الشباب بالمخدرات والصراعات تحت مسميات مختلفة.

لقد آن الأوان للمراجعة. فاليمن أمانة في أعناق قادتها، فليكونوا صفًا واحدًا لتحرير البلاد وعودة الدولة ومؤسساتها، وبعدها تُناقش الصيغة المناسبة للبلاد، بما يحقق الأخوّة وشرف حمل رسالتنا الحضارية للعالم.

اليوم - للأسف - لا يتم دراسة ما يجري وخطورته، مثل تلميع الميليشيات بحجة دعم غزة، وهي أكذوبة إعلامية ستفضحها الأيام، وتدمّر اليمن لصالح الميليشيات وإيران، والتهريج الإعلامي عبر القنوات يضر بجهود الحكومة الشرعية والأشقاء العرب.

لا يوجد توثيق كافٍ عن الألغام وضحاياها، ولا نشر لإحصائيات "مسام" التي تقوم بأعظم جهد إنساني. كما يجري تدمير الاقتصاد، والنهب، وانتشار المخدرات، والتغرير بالشعارات المناطقية والقبلية والحزبية الضيقة.

فمتى سنخطو نحو وحدة الكلمة، واختيار الكفاءات، والعمل لرفع المعاناة، وشرح القضية للعالم ولمؤسساته، والالتزام بكلمة واحدة، ومنع التصريحات التي تضعف الشرعية؟
متى يكون هناك تحرك جماعي؟ وتحميل الجاليات مسؤولياتها؟ والتحرك الإعلامي الصحيح؟

متى؟ متى يا قوم؟ الكل خاسر.

لنتعلم الدروس من الآخرين، ممن وقعوا في مستنقع القبلية والحزبية والمناطقية، فلن يستقر بها حال، بل هي نار الحرب، وهذا معروف في كل الدنيا.

وأقول لهؤلاء: اقرأوا التاريخ، وانظروا إلى حروب العرب، ثم اقرأوا عندما شرفنا الله برسوله ﷺ والصحابة الكرام، وكيف انتشر الإسلام في العالم بالسلوك الحضاري.

فلماذا اليوم هذه الانتكاسات؟!
شيء مؤلم ما يجري في غزة، ونحن نتصارع بالتفرّق والكراهية والحقد.

نناشد العقلاء أن يتحركوا لوحدة الصف، لإخراج الناس من هذه الكوارث، وأنقذوا الناس من الجوع والفقر والأمراض.

لا للحزبية، لا للطائفية، لا للقبلية، لا للمناطقية.

أناشد العقلاء أن ينشطوا لجمع الصف، ووحدة الكلمة، وعودة الدولة، وتحرير البلاد، والإصلاح الاقتصادي التنموي، وإنقاذ الناس.