من المقبلي إلى الأحمدي: تفكيك الفكر الإمامي وإعادة تعريف الزيدية!

غلاف علماء صنعاء المجددون
غلاف علماء صنعاء المجددون

عبدالوهاب بحيبح يكتب:من المقبلي إلى الأحمدي: تفكيك الفكر الإمامي وإعادة تعريف الزيدية!

كتب الأستاذ والباحث القدير عادل الأحمدي  في مقدمته البديعة لكتاب "علماء صنعاء المجددون ودورهم في محاربة الفكر الإمامي"، لمؤلفه بلال محمود الطيب، والصادر عن مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام.

وقد استوقفتني نقطة جوهرية تناولها الأحمدي في مقدمته، التي لا أراها مجرد مقدمة تمهيدية لما يحمله هذا الكتاب بين دفّتيه، بل هي إضافة نوعية تفيض بثراء معرفي وفكري، تعكس عمق تجربة كاتب متمرس، وهي بحد ذاتها قيمة علمية مستقلة.

توقفت طويلًا أمام هذه النقطة التي تطرقها الأحمدي، والتي وضع من خلالها يده على جذور القضية اليمنية مع السلالة الإمامية، وعلى الحامل للفكر الإمامي، ومطيّة السلالة منذ قدومها وصولًا إلى اليوم، والتي عادت من خلالها السلالة بعد مرور نصف قرن على سقوطها في 26سبتمبر عام 1962م.

وهنا نص الأحمدي، الذي ينبغي التأمل فيه بعناية:

 "وبعد طول تحقيق، وصلنا إلى نتيجة مفادها: أن أي مذهب يقوم على ادعاء حصر الولاية في أبناء فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام، فهو مذهب شيعي مهما كانت طقوسه التعبدية أو مذهبه الظاهري.

والتشيع، بوجه خاص، هو منحًى سياسي أراد أن يصطنع لنفسه تأويلات وتفسيرات فقهية وعقدية تزوّره بمشروعية زائفة، ولو بنقض الدين نفسه.
من هنا نستطيع القول إنّ أوّل من جاهر بالحق في هذا الجانب، من دون مداهنة، هو العلامة المقبلي، صاحب المقولة الشهيرة: «هبْ لي زيديًا صغيرًا أجعل منه رافضيًا كبيرًا»، في إشارة إلى أن التشيّع بعضه يُفضي إلى بعض.

والآن، مطلوبٌ منّا أن نقف بصرامة أمام المسمّى نفسه، إذ لا يوجد مذهب حقيقي لزيد بن علي، فكل ما يُنسب إليه هو من وضع الرسي، وهو محض تعصّب ووثنية جاهلية تحاول أن تُعيد إنتاج نفسها تحت لافتة الإسلام".

ومن خلال هذا الطرح العميق الذي صاغه الكاتب، يمكننا كذلك التركيز في نص آخر تطرقه وهو واقع الإختراق الممنهج الذي طال بنية الدولة منذ الثورة السبتمبرية إلى اليوم، حيث باتت أجيال كاملة لا تعرف عن أعلامها، فالكلام الذي أورده لا يُقرأ بمعزل عن هذا السياق، بل يكشف عن خللٍ بنيوي أصاب التعليم والثقافة والسياسة، ومكًن السلالة من إعادة انتاج نفسها في غفلة من الزمن.