اليمن بين الابتزاز - التحدي والخيار الممكن

اليمن بين الابتزاز - التحدي والخيار الممكن - علوي الباشا بن زبع
اليمن بين الابتزاز - التحدي والخيار الممكن - علوي الباشا بن زبع

الشيخ علوي الباشا بن زبع يكتب: اليمن بين الابتزاز - التحدي والخيار الممكن 


‏تعرّض فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لحملة من التعريض وعقب حديثه لقناة RT الروسية، وخاصة في ما يتعلق برواية الطائرات الأربع التي استحوذ عليها الحوثيون، والطائرة الرابعة على وجه الخصوص التي اعادوها نتيجة تهديدات مباشرة باستهداف مطار عدن ومطارات أخرى.

‏غير أن ما قاله الرئيس العليمي لا يخرج عن إطار المكاشفة والوضوح مع الشعب اليمني، وهي خطوة مطلوبة في مثل هذه الظروف، إذ إن الابتزاز الحوثي المستمر لا يمكن مواجهته إلا بوعي شعبي وإدراك رسمي ووطني لحجم التحدي وتعقيداته، ما يمهّد الطريق لاتخاذ قرارات سيادية حازمة ومكلفة عند الحاجة، بغطاء شعبي وتفهّم إقليمي ودولي.

‏الحوثيون لن يتوقفوا عند حد معين ما لم تُواجه تهديداتهم وإملاءاتهم بإرادة وطنية جمعية، واضحة وصلبة. ومن المرجح أن يعيدوا تكرار سيناريو التهديد بعد موسم الحج، تحت ذريعة “عودة الحجاج”، ليسيطروا مجددًا على ما تبقى من أسطول الخطوط الجوية اليمنية، وهي الشركة الوطنية الوحيدة التي ما تزال تخدم نحو 35 مليون يمني، رغم محدودية إمكانياتها. بذلك، تصبح هذه المؤسسة التاريخية ضحية جديدة لابتزاز جماعة مسلحة لا تعبأ بحياة المدنيين أو مصالحهم.

‏وفي ظل انغلاق الخيارات، يبرز خيار وحيد ممكن أمام الحكومة اليمنية، وهو إعلان مسؤوليتها الكاملة عن مواطنيها، والعمل على إعادتهم إلى المطارات الآمنة داخل البلاد، ثم نقلهم برًا إلى مناطقهم، وعلى نفقة الدولة، في حال استمرار الحوثيين في عرقلة الرحلات الجوية أو تهديد سلامة الملاحة.

‏وإذا ما أصر الحوثيون على التصعيد وهددوا أو استهدفوا مطارًا مدنيًا، فإنهم بذلك ينسفون الهدنة الهشة من طرف واحد، ويفتحون الباب أمام تحول جذري في المواقف الشعبية والإقليمية والدولية، لا سيما أن المجتمع اليمني، ومعه الإقليم والعالم، قد وصل إلى قناعة واضحة بأن هذه الجماعة قد استنفدت كل فرص الحلول الممكنة.

‏ختامًا، ما قاله الرئيس العليمي لم يكن سوى ناقوس تحذير، ورسالة مكاشفة، تستدعي من الجميع إعادة تقييم الموقف، والاستعداد لمرحلة تتطلب قرارات مؤلمة لكنها ضرورية لحماية السيادة الوطنية وصون كرامة الشعب اليمني.