
نبيل الصوفي يكتب: ضربات ترامب لم تكن حربنا!
قالتها قيادتنا من لحظتها الأولى، وحتى دولتا التحالف العربي قالتا ذات المنطق: الحرب لصالح اليمنيين هي جبهات تُنسق على الأرض، أما الضربات الجوية فهي تؤذي الحوثي لكنها لا تفيد اليمنيين، المعركة اليمنية ليست تحديًا أمنيًا بل تحدي حربي اجتماعي سياسي.
بالنسبة لأمريكا حققت تلك الضربات أكثر مما أرادت واشنطن، علم الحوثي أنه "جرذ" في حضرة حرب تقنية دفنت حسن نصر الله في أعتى لحظاته العنترية، وتهدد كل وجود للحرس الثوري.
طفى الحوثي تلفونات قياداته وتفرغ للهلع، قُصفت مخازن كان يظن أن لا أحد في الدنيا يعرفها.
ولأن طهران أدركت الخطر والفرصة، كلفت مسقط بإبلاغ الأمريكيين أن الخامنئي قرر إيقاف حربه باسم الحوثي.
ترامب أعلن قبل حتى ما يستوعب الحوثي قرار قيادته في طهران، وفي كلمته المتلفزة لقيادته بعدها يقول عبدالملك: إن الخامنئي اتصل به حاسمًا، فالأمور خطيرة لأن العالم كله مُجمع على ترك أمريكا تفعل ما تشاء طيلة عهد ترامب.
ما حد حتى مستنكر، العالم كله يقول: اضربوا براحتكم.
وداخليًا لمس الحوثي ما لمسه حزب الله، حاضنته نفسها لم تكترث، قالت له: سدّ أنت وأمريكا، الموالين له قبل المعارضين قالوا له: فين رايح.
ترامب كسب الجولة التي لم ينسق من أجلها مع الشرعية إطلاقًا، أوقف العمليات واستمر التوجيه بمفاعلات التصنيف كجماعة إرهابية.
عينه على الصين، الحوثي مجرد تحدي أمني أقل حتى من القاعدة في واشنطن، هم يعلمون أنه سلطوي يأكل أكباد اليمنيين.. وإن تطاول على غيرهم فتأديبه ليس صعبًا.
مع توقف الضربات، لم يتغير المزاج العالمي ضد الحوثي.
ولا تزال النقاشات الحربية بين الجميع حتى في واشنطن نفسها.
بالنسبة لليمنيين، يرسم قائد المقاومة الوطنية طريقًا إلى جانب كل الطرق التي يتحدث عنها أصحابها ضمن الأداء الوطني العام ضد الحوثي، مفاده: حرب اليمنيين طويلة ومعقدة، لكنها مكتوبة على جبين الجمهورية، ومن كُتبت عليه خطى مشاها.
وهذا التعقيد، يتطلب التزامًا بالعمل الوطني العام، سِلمًا أو حربًا.
لا يصح أن نبقى مجرد معسكر معزول عن مصالح محيطه الوطني، والجمهورية يجب أن تظل حية في الطريق الذي يوصل الخلق ويحقق المصالح، والمدرسة التي تحمي المستقبل من أن تخطفه البندقية للأبد، وغيرها من الخدمات.
الجمهورية حرب وسلم، وكلا الكلمتين لا يجب أن تمحي الأخرى.
معولي قاسم سيفي عشقه.
احتفال في عدن، وجامعة في المكلا، ومشروع تنموي جديد في تعز هو رسالة لعمران وحجة بأن الجمهورية هي المستقبل، والحوثي مجرد سرطان يأكل كبد الوقت.
ولا قيمة لأي مشروع إن وُضعت البندقية، ويجب العودة للأرض، فمن خرج من الجغرافيا صار من التاريخ.. تمسكوا ببلادكم وواجهوا تحديات الحياة فيها.
لن ينتصر مقاتل فيما مرجعيته السياسية والإعلامية إما مطحونة في الداخل بدون مصالح أو موزعة في الشتات تعيش همّ مجاراة المعيشة بمستوى الدول التي يعيشون فيها.
أمامنا التزام عظيم، ونحن ننتظر ظروف المعركة الحربية سنُسفلت الطريق حتى لا تختفي الجمهورية من يوميات الناس وتصبح مجرد شأن خاص بالرصاص.
ونراجع معًا خطاباتنا ومعاركنا مع الشركاء المختلفين معنا وعنا.
مهام جسورة.. وتحديات عِظام.
باع الحوثي بلادنا، وهي بلاده أيضًا، لسوق التلاعبات الدولية، وسيجد نفسه في لحظة ما عاجزًا حتى عن هذه العمالة للخارج.
هي لعبة كبار يا غبي مرّان.
وحتى تلك اللحظة، التماسك الوطني شمول والتزام..
أسعد الله صباحكم.





