
ناجي الكُميم يكتب: تعقيبًا على مقال خطة أسعد الكامل للكاتب عادل الأحمدي
هذا أشبه بالدستور الأخلاقي لعهدٍ نرجوه منهجًا إنقاذيًا في زمنٍ تاهت فيه العناوين، واختلطت فيه المسارات، وتبعثرت فيه القلوب والرايات.
كلماتك يا صديقي لا تُهادن المصلحة ولا تستجدي العواطف، بل تقف كالمرآة الصافية التي تعكس ملامح هذا الوطن كما هو: موجوع، متشظٍّ، لكنه قابل للحياة والقيام إذا وُجد القائد المُلهَم والمشروع الجامع.
أصبتَ في لُبّك حين قلت: “لا فائدة من أن تُحب اليمن وتَتأفف من الشعب”، نعم.. كثيرون أحبوا الأرض وكرهوا أهلها، فتاهت البوصلة وضلّ الطريق.
أما حديثك عن التباين السياسي والمناطقي والمذهبي، فقد وضعته في ميزان الوطنية الحقيقي وقلتَ بلسان القلب: “أحبهم جميعًا.. لأنهم اليمن”. وهذه وحدها خلاصة دولة، لا مجرد فقرة في مقال.
لقد أخذتَ من جنكيز خان النموذج الإداري لا الوحشية، ورفعتَ لنا راية أسعد الكامل الذي يُجمع عليه اليمانيون رغم تباين رواياتهم ومذاهبهم، لأنه جمعهم يومًا على كلمة واحدة ومصير مشترك.
أما عبارتك:
“فكّروا كقادة لا كأطراف، فكّروا بالأحفاد لا بالأحقاد، كأطباء لا كمرضى، كيمنيين لا أكثر ولا أقل”
فهي من تلك الجُمل التي لا تموت، بل تُرددها الأجيال إن كُتب لها أن تنهض.
ولذلك أنا أكتب لك هنا لأقول:
شكرًا لأنك تجرأت على “الاختلاف الجميل” في زمن الانقسام، وشكرًا لأنك دعوت إلى الوطن عندما لم يعُد أحد يدعو إلا إلى نفسه.
وإن كان لي من إضافة على مقالك العظيم، فهي هذه:
إن مشروع “خطة أسعد الكامل” يجب ألا يبقى في درج، بل يتحوّل إلى وثيقة نُضج وطني تُناقش وتُنشر وتُترجم إلى حوارات وورش، وربما إلى مبادرة حقيقية تقود اليمنيين من واقعهم المُمزق إلى مستقبل يستحقونه.
دمت أيها الجميل صادقًا في كلمتك، عميقًا في رؤيتك، مُتجرّدًا من الأوهام، ومُخلصًا لليمن الواحد بكلّ ملامحه المتعبة.
من القلب أقول: شكرًا عادل الأحمدي.




