
أحمد عبده ناشر يكتب: أزمة مياه تعز... كارثة وجريمة إيرانية
ما حدث من تفاقم كارثة المياه في مدينة تعز أمر لا ينبغي السكوت عليه، ولا الاكتفاء بالبكاء وتبادل التهم أو جعله مادة إعلامية فحسب. بل المطلوب تحركٌ عاجل وطارئ لإنقاذ الناس ورفع معاناتهم المستمرة.
لقد تسببت ميليشيات إيران في محاصرة تعز مائيًا، ودفع الناس ثمناً باهظًا لهذه الجريمة. ما يجري يمثل وصمة عار إنسانية بحق، ورغم تقارير دولية متعددة تشير إلى حجم الكارثة، فإن عدم التحرك الجاد لحل الأزمة أمر لا يُعقل. انفجار الوضع يستدعي إنقاذ المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن، بدلاً من الوقوف موقف المتفرج.
نناشد إخواننا في مجلس التعاون الخليجي بالتحرك العاجل لإنقاذ المدنيين المتضررين، والتعاون مع المنظمات الإنسانية لوضع حلول مستدامة لهذه المشكلة، ودعم برامج التنمية الذاتية للمواطنين كآلية عملية للتخفيف من المعاناة في ظل الظروف الراهنة.
كما نطالب بعقد جلسة طارئة تحت إشراف منظمة التعاون الإسلامي، وبمشاركة المنظمات الدولية والعربية والإسلامية، لإعداد خطة دعم إنساني شاملة للشعب اليمني، والتنديد بالجرائم التي ترتكبها ميليشيات إيران بحق اليمنيين.
هذه الميليشيات، التي تضلل الناس بأكاذيب وأفلام دعائية سخيفة مثل "صواريخ إسماعيل ياسين"، تمارس مهزلة إيرانية إسرائيلية مشتركة للتغطية على جرائمها الحقيقية ضد اليمنيين.
يجب على الدول الإسلامية والعربية، بل والعالم بأسره، أن يعرف حجم الجريمة الإنسانية التي ترتكبها إيران وميليشياتها بحق شعب اليمن. وبصفتي مواطنًا يمنيًا، أتمنى أن يتم توثيق هذه الجرائم، إلى جانب شهادات المنظمات الدولية، لعرضها على الرأي العام الإسلامي والدولي، والضغط لفرض عقوبات صارمة على إيران وميليشياتها.
لقد آن الأوان لتحرك على كافة المستويات. اليمن يستحق أن يقف الجميع إلى جانبه. وأناشد جميع القوى الوطنية اليمنية بالتكاتف، وجمع الشمل، وتوحيد الصف، وترك المهاترات وتبادل الاتهامات، والعمل على تحرير اليمن من الهيمنة الإيرانية، واستعادة الدولة ومؤسساتها.
كما يجب توضيح الصورة للأشقاء في الخارج حول حقيقة ما يجري، وفضح لعبة "صواريخ غزة" المزيفة، والتوقف عن الترويج الإعلامي الذي يمارسه البعض من خلال ثرثرة المتحدثين الحوثيين والمحللين المضللين، ممن يتاجرون بمعاناة الشعب اليمني.




