هدهد الفكر اليمني: تحية لعادل الأحمدي

العميد فيصل الشعوري
العميد فيصل الشعوري

فيصل  الشعوري يكتب عن هدهد الفكر اليمني: تحية لعادل الأحمدي 


لن نتحدث هنا عن ناقة صالح ولا عن سفينة نوح ولا عن صخر عفاش ولا عن الأسد الدعام فكل منهم غني عن التعريف، ولكننا سنتحدث عن هدهد سليمان عادل الأحمدي الذي لم يغب عن مناسبة هامة ولا يتأخر عن موقف هام، فأينما دعت له الحاجة كان فيها حاضرًا بسرعة البرق.

قد يظنه من ينظر إلى حجمه صغيرًا، ولكنه بفكره ومواقفه وحضوره الطاغي وروحه السامية كبيرًا بحجم وطن. كما أن حضوره لم يقتصر على المناسبات الوطنية أو الخاصة فحسب، وإنما يكاد أن يكون كطيف مساء يزور كل حبيب ويصافح كل صديق. فإن تصفحت الكتب وجدت له العديد من المجلدات والروايات، وإن شاهدت القنوات وجدته مقيمًا فيها كمن يؤدي فروض الصلوات، وإن تابعت مواقع التواصل وجدته قائمًا أو قاعدًا فيها، وإن تواصلت معه جاوبك، وإن راسلته رد عليك.

من مواطن الوعظ يظهر خطيبًا، ومن مواطن القتال يظهر محاربًا، ومن مواطن الفكر يظهر ملهمًا، فيه من الأخلاق والمروءة والإنسانية ما يجعله محبوبًا لدى الجميع ومقبولًا لدى الجميع، صارمًا في رأيه ولينًا في تعامله، لا يعادي الجميع ولا يصادق الكل، يحلق في فضاء الجميع ويهبط حيث يحب ويريد.

الأحمدي شاعر وأديب وناقد وسياسي وباحث، يجمع بين الكثير من الصفات الحميدة والمؤهلات الأكاديمية، حصيف ونظيف وشريف، يقف من الجميع على مسافة واحدة باستثناء جماعة الحوثي السلالية.

هذا هو عادل الأحمدي الذي شبهته بهدهد سليمان، بل أسميته وذلك بسبب حضوره كل المحافل، وما من مناسبة واحدة إلا ووجدته يحط على أحد أغصانها أو يظهر من منصتها.

التحية للقيل عادل الأحمدي، وللشيخ الدعام الأب الروحي لمحافظة إب، وللقيل خالد صالح وصلاح صالح، ولمن شملتهم الصورة، والسلام تحية عامة.