تقارير ووثائق

حرب الاغتيالات باليمن تحصد 134 في 10 أشهر

اشتدت حرب الاغتيالات المستعرة في اليمن منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على مفاصل الدولة في البلاد، وتحولت مؤخراً إلى حرب استنزاف جديدة بين الخصوم السياسيين حصدت حياة العديد من اليمنيين، وسط غموض يكتنف الجهات التي تقف خلفها.
ورغم أن الظاهرة اعتاد عليها اليمنيون من قبل وفي زمن السلم، فإن موجة الاغتيالات التي أعقبت انقلاب الحوثيين وحليفهم الرئيس الshfr علي عبد الله صالح في سبتمبر/أيلول العام الماضي ولم يكشف عن غالبيتها حتى اللحظة، تعد الأعنف في تاريخ البلاد.
وتشير إحصائيات جمعتها الجزيرة نت إلى وقوع نحو 183 عملية اغتيال باليمن خلال الأشهر العشرة الأخيرة، أودت بحياة نحو 134 شخصا، معظمهم قادة عسكريون وسياسيون، في حين نجا البعض من تلك الاغتيالات بشكل غير متوقع.
خريطة الاغتيالات
واعتمدت هذه العمليات في معظمها على الدراجات النارية وأسلحة كاتمة للصوت، مقارنة بحوادث السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، واستهدفت في بادي الأمر النخبة السياسية والعسكرية، ثم شملت فيما بعد العديد من الصحفيين والناشطين وعلماء دين وحتى رياضيين.
وشملت خريطة الاغتيالات أغلب المحافظات اليمنية، إلا أن صنعاء كانت هي المسرح الأكبر لها، تليها حضرموت فالبيضاء ولحج، ثم جاءت مدينة عدن التي تحولت مؤخراً إلى ميادين مفتوحة لعمليات الاغتيالات.
ومن أشهر هذه الاغتيالات تلك التي تعرض لها زعيم حزب اتحاد القوى الشعبية وعضو أحزاب اللقاء المشترك باليمن محمد عبد الملك المتوكل من قبل مجهوليْن كانا على متن دراجة نارية قرب منزله وسط العاصمة صنعاء.
وقتل المتوكل في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، ورغم أنه مقرب من الحوثيين فإنه كان من أكثر المنتقدين لسلوكهم العنيف ولسياسات علي صالح.

 

وبعد مرور 12 يوما فقط على هذه الجريمة، اغتال مجهولون الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح بالمحافظة صادق منصور الحيدري بتفجير سيارته بعبوة ناسفة، قبل أن تتو إلى بعدها التصفيات الجسدية بشكل غير مسبوق في البلاد.
ولم يسلم مهندس الأجهزة الإلكترونية والناشط في الحراك الجنوبي في أبين خالد سالم من الاغتيال بعبوة ناسفة زرعت في جهاز تلفزيون، وكذلك الناشط في منظمة الهلال الأحمر اليمني عبد الله الغرباني برصاص مجهولين في تعز أواخر العام الماضي.
دروع بشرية
ونعت نقابة الصحفيين اليمنيين مقتل صحفيين في مايو/أيار الماضي بينهم مراسل قناة "يمن شباب" المحلية عبد الله قابيل ومراسل تلفزيون "سهيل" يوسف العيزري، بعد أن اتخذتهما مليشيا جماعة الحوثي مع عشرات الإعلاميين والناشطين دروعا بشرية.
وفي يونيو/حزيران الماضي اغتال مجهولون إمام جامع الحزم في شبام بحضرموت حسين عبد البارئ العيدروس، وقبله قتل رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح بمحافظة أب أمين ناجي الرجوي بعد أن احتجزه الحوثيون في أحد المواقع العسكرية كدرع بشري.
وخلال النصف الأول من العام الجاري تعرض اللاعب اليمني المعتزل والنجم الكروي في عدن شرف محفوظ لطلق ناري من بندقية قناص حوثي، قبل دحر قوات الحوثيين وصالح من المدينة فيما بعد.
وتزايدت حوادث الاغتيالات في عدن بعد تحريرها في يوليو/تموز الماضي بشكل غير مسبوق، حصدت خلال تلك الفترة وحتى الآن -وفقا لإحصائيات أمنية- أكثر من ثمانين شخصا، معظمهم قيادات أمنية ورموز في المقاومة الشعبية بالمدينة.
محاولات فاشلة
وكانت هناك العديد من الاغتيالات الفاشلة، كتلك التي شملت محافظ مدينة عدن الأسبق وزير الشباب والرياضة الحالي نايف البكري ومدير مكتب الرئيس اليمني محمد مارم يوم 20 أغسطس/آب الماضي، وسقط خلالها أربعة قتلى وعدد من الجرحى بينهم مدنيون.
وفي أغسطس/آب السابق اغتال مجهولون مدير غرفة العمليات بأمن عدن العقيد عبد الرحمن السنيدي في مدينة المنصورة، والقيادي في المقاومة الشعبية حمدي نصر اليافعي، كما اغتيل في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم عامل إغاثة إماراتي برصاص مجهولين بالمدينة.
وتكرر الاغتيال السياسي بعدها باستهداف القيادي الميداني بالمقاومة عمار علي هادي في مدينة خور مكسر بعد ساعات من اغتيال المواطن عبد الله عبد الرب بحي مدينة إنماء السكنية، وطارق الوليدي بمديرية التواهي، في عمليتين متتاليتين.
وكان آخر هذه الاغتيالات تلك التي استهدفت قبل أسبوع موكب محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد في هجوم بسيارة مفخخة تبناها تنظيم الدولة الإسلامية وأدت إلى مقتله مع مرافقيه، وبعدها بساعات اغتال مجهولون على متن دراجة نارية القيادي في المقاومة الشعبية بالمدينة عنتر الباخشي.

زر الذهاب إلى الأعلى