أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بجنيف، أمس الأول الأربعاء، أن المسلحين الحوثيين وحليفهم صالح، اختطفوا أكثر من سبعة آلاف يمني خلال 16 شهرًا، منهم 2478 لا يزالون في المعتقلات والسجون.
وذكرت المنظمة في تقرير بعنوان "جرائم الاختطاف في اليمن"، أن فريقها الميداني وثّق 7049 حالة اختطاف نفذتها مليشيات الحوثي بالتعاون مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، خلال الفترة الممتدة من يوليو/ تموز 2014، وحتى أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بينها 1910 حالات اختفاء قسري. كما أشارت إلى أن "الجماعة أفرجت لاحقا عن 4571 شخصاً، فيما لا يزال 2478 مختطفاً حتى هذه اللحظة".
وبحسب التقرير، فإن معظم المختطفين من قبل مليشيات الحوثي والمجموعات المسلحة الموالية لصالح، هم إما من الرموز والنشطاء المعارضين لسيطرة الحوثيين على اليمن، أو ما يعتبرونه انقلابا على الشرعية أو أعضاء ورموز حزب الإصلاح، إضافة إلى حقوقيين وأكاديميين واعلاميين ممّن يوثّقون انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
كما أوضح أن أمانة العاصمة تصدّرت قائمة المحافظات اليمنية التي شهدت حملات اعتقال وخطف لمعارضي جماعة الحوثي وذلك بواقع 1255 حالة اختطاف، مفسراً ذلك بكون العاصمة أكبر نقطة تجمع لليمنيين، بالإضافة إلى المهجرين إليها من محافظة صعدة (معقل الحوثيين) جراء الحروب الست بين الدولة وجماعة الحوثي، والنازحين من محافظة عمران وأجزاء من محافظة صنعاء ومحافظات أخرى لا تزال تشهد مواجهات مع الحوثيين مثل تعز والحديدة وإب ومأرب.
أما محافظة صنعاء، فقد احتلت المرتبة الثانية بعد أمانة العاصمة من حيث عدد المختطفين والذين بلغ عددهم 796 مختطفا. وقد عزا التقرير ذلك إلى التقارب الجغرافي بينها وبين أمانة العاصمة، بالإضافة إلى الثقل القبلي لمعارضي جماعة الحوثي وحليفها صالح، ولا سيما الأجزاء الشمالية، حيث تقع قبيلتا أرحب وهمدان، "الأمر الذي يسجل قلقا كبيرا لدى جماعة الحوثي من ردة فعل القبيلتين اللتين سجلتا أعلى نسبة في ضحايا الاختطاف والإخفاء القسري على مستوى محافظة صنعاء".
كما أتت محافظة عدن (جنوب)، في المرتبة الثالثة بواقع 514 حالة خطف، تليها محافظة إب التي سجلت فيها (495) حالة، ثم محافظة الضالع ب(456)، ولحج (450)، ولاحقا جاءت محافظتا عمران (شمالا)، والحديدة (غربا)، بمعدل 350 حالة اختطاف في كل محافظة، رغم التباين الكبير في التركيبتين الجغرافية والاجتماعية وحتى السيكولوجية، بحسب التقرير.
ولم تسلم محافظة ذمار، التي تُعد أحد أهم معاقل المذهب الزيدي في اليمن، من حملات الخطف التي نفذها الحوثيون في 17 محافظة شملها التقرير بواقع 401 حالة اختطاف، وكذا محافظة البيضاء بعد 341 مختطفا.
أطفال ونساء
وأشار التقرير إلى اختفاء أو فقدان أطفال داخل المدن التي تخضع للسيطرة الكاملة للمليشيات المسلحة، إذ وثّقت طواقم المنظمة 263 حالة اختطاف وإخفاء بين الأطفال خلال 16 شهرا. كما لفتت إلى أن جماعة الحوثي تقوم باختطاف واحتجاز الأطفال في محاولة للضغط على آبائهم أو أقاربهم، إما لتسليم أنفسهم أو الكف عن معارضتهم، أو إجبارهم على إعلان موقف رافض لتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية.
وذكر التقرير أربع حالات اختطاف لنساء، ثلاث منها في صنعاء وحالة في محافظة إب، رغم أن الأعراف اليمنية تجرّم التعرّض للمرأة تحت أي مبرر وتعتبره "جرما أسود"، مشيرا إلى أن "فريق التوثيق التابع للمنظمة عجز عن توثيق تفاصيل تلك الحالات خشية ما سمّاه البعض منهم المعيرة أو الفضيحة بين الناس، لحساسية هذه المسائل في الثقافة اليمنية".
وسجلت المنظمة ثلاث حالات اختطاف ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح بحق مواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قامت ظهر الأحد 21 سبتمبر/ أيلول 2014، باختطاف رجل كفيف من وسط شارع الستين الغربي بالعاصمة صنعاء أثناء توجهه إلى منزله الكائن في منطقة مذبح غرب العاصمة، لتقتاده إلى مدينة عمران.
وفي محافظة ذمار، أكد مصدر طبي أن من بين المختطفين الذين استخدمتهم جماعة الحوثي كدروع بشرية في حديقة هران، والتي تم قصفها لاحقا، الشاب عبد الكريم الضبياني (21 عاما)، والذي كان يعاني من إعاقة حركية.
وبيّن التقرير المكوّن من 34 صفحة، تفاصيل وظروف الاختطاف في اليمن والجهات المسؤولة عنه. كما دعا الحوثيين وقوات الرئيس السابق، إلى سرعة الإفراج عن المختطفين المدنيين، والكشف عن المخفيين قسرا، والتعويض العادل عن الضرر الذي لحق بهم.