الكويت تٌقدم نصف مليون دولار لانتشال الوضع الصحي في أبين
كانت أبين، جنوبي اليمن، ساحة صراع متفاقم خلال السنوات الماضية، الأمر الذي فاقم من معاناة السكان وأدى لتدهور الوضع الصحي بالمحافظة وزاد من ضحايا الحرب وانتشار الأمراض الوبائية.
ولأن مستشفى "الرازي" هو المستشفى الرئيسي بالمحافظة التي يصل عدد سكانها إلى ما يقارب مليون نسمة، أسسته دولة الكويت شمال عاصمة المحافظة زنجبار ويطل على مدخل مدينة جعار فقد كان مقر انطلاق حملة إغاثية طبية للحكومة الكويتية في نوفمبر 2015.
في العام 1986م تم بناء المستشفى وتجهيزه بالأثاث وتزويده بالأجهزة الطبية المتكاملة بدعم الحكومة الكويتية، بحيث يقوم بعمليات كبرى، وتم استقدام وفود طبية من الخارج للقيام بالمهمة وصرف الأدوية لجميع المرضى بالمجان.
تكمن أهمية مستشفى الرازي العام بأنه يستقبل جميع الحالات المرضية من مختلف مديريات محافظة أبين التي يصل عددها إلى أحد عشر مديرية ويستقبل أيضا حالات من خارج أبين قبل أن يتعرض للتدهور الذي جعله عاجزاً عن تقديم الخدمات الطبية.
خرج المستشفى العام عن الجاهزية نتيجة الحروب المتواصلة التي شهدتها المحافظة في السنوات الأخيرة مقابل شحة الإمكانات الحكومية في تأهيله لاستقبال الجرحى والمرضى.
يتحدث أحد الأطباء العاملون عن غياب الكادر الطبي قبل التدخل الكويتي قائلا: "الكادر الطبي غائب عن المستشفى منذ 4 سنوات ولا يوجد في المستشفى غير 9 أطباء من 260 طبيب والمرضى سواء في المحافظة أو النزلاء غير قادرين عن شراء الأدوية المطلوبة والتي توقفت وزارة الصحة العامة عن تزويد صيدليات المشفى بأصنافه اكتفينا بالقيام بالإسعافات الأولية.
وفد كويتي في أبين
في أكتوبر المنصرم زار وفد اللجنة الإغاثية الكويتية برئاسة الشيخ طارق الواسعي وبحضور محافظ المحافظة الخضر السعيدي ووفد طبي كويتي وأطلع على الصعوبات والمعاناة والمشاكل التي تواجهها هيئة مستشفى الرازي وذلك من خلال تقديم الخدمات الطبية والصحية للمرضى والجرحى.
وأبدت اللجنة الإغاثية الكويتية تذليل الصعوبات التي يواجهها المستشفى والتي من شأنها استمرارية المستشفى في أداء واجباته الطبية والخدمية، حيث أوضح الدكتور طارق الواسعي "جئنا اليوم إلى هذا المستشفى لنتعرف على احتياجات هذا الصرح الطبي الكبير ورفعها إلى اللجنة الإغاثية المشتركة العليا التي ستدعم مثل هذه المشاريع العظيمة".
د. أكرم سعد رئيس الهيئة طرح احتياج المستشفى مثل المعدات والأجهزة والبعثات الطبية ولتذليل الصعوبات التي يواجهها المستشفى أمام الوفد الذي غادر المحافظة بعدها. وشكر الدكتور أكرم دولة الكويت الشقيق أميرا وحكومة وشعبا على وقوفهم مع الشعب اليمني.
حضور سريع للكويت
لم تتأخر اللجنة الإغاثية سريعاً إذ بدأت بعد زيارة الوفد بأيام بحملة إغاثية صحية في محافظة أبين ، بالتزامن مع حملات أخرى في جوانب الإيواء ودعم الأسر الفقيرة ، تحديداً في 3 نوفمبر 2015.
وضعت الحملة الإغاثية الكويتية 5 مجالات للإغاثة في اليمن، الجانب الصحي وأحداً منها، وفيما كانت الحملة الأولى من الإغاثة الكويتية توزع مساعدات غذائية للسكان في مديريات المحافظة، جاءت المرحلة الثانية في المجال الصحي.
واعتمدت الحكومة الكويتية في المرحلة الإغاثية الثانية في الجانب الصحي في محافظة أبين مبلغ نصف مليون دولار أمريكي، تم تنفيذ الحملة بمبلغ 450 ألف دولار.
وتم تزويد أكثر من 50 أسرة مصابة موزعين في مستشفيات المحافظة بالأدوية، وإغاثة المرضى في مشفى الرازي بمحافظة أبين من جراء الأزمة التي عانت منها المحافظة، بالإضافة إلى استهداف كل مريض في المناطق المستهدفة حسب استبيان أعدته فريق متخصصة، بالإضافة إلى التخفيف من معاناة أسر المرضى من نقص في المواد الغذائية ومساعدتهم من شح فقر الاحتياج. كما تم تزويد أسر المصابين بمواد غذائية للتخفيف من المعاناة التي يمرون بها.
وكان رئيس اللجنة اليمنية الكويتية رائد قاسم إبراهيم قد تحدث في وقت سابق عن صعوبات أمام الكويتيين للتوسع في المشاريع في محافظة أبين بسبب الصعوبات في الأوضاع الأمنية.