هل ينهار الحوثيون قبل مفاوضات إثيوبيا؟
اعتبر محللون عسكريون إعلان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع اليمنية العميد سمير الحاج أن قوات الجيش أصبحت على بعد ثلاثين كيلومترا من مطار صنعاء الدولي مؤشر على قرب الحسم العسكري بإنهاء انقلاب الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح واستعادة السيطرة على مؤسسات الدولة الشرعية في البلاد.
وكان العميد الحاج أوضح في تصريحات صحفية أمس الاثنين أن الوصول إلى وسط العاصمة صنعاء أصبح ممهدا وسهلا، وأن هناك تعاونا وترحيبا من جميع القبائل في صنعاء ولكن كثافة الألغام ودفع المليشيات بأطفال دون سن الـ15 عاما من المغرر بهم من أبناء صعدة وعمران وحجة والمحويت إلى الجبهات عرقل التقدم السريع لاستعادة مؤسسات الدولة في العاصمة، حسب تعبيره.
لكن هؤلاء المحللين أكدوا أن معركة صنعاء لا تعني حسم الصراع في البلاد، وأن حسمها تحدده مسارات المعارك الراهنة في محافظتي حجة ومأرب.
انهيار كامل
وتوقع القيادي الميداني في المقاومة بجبهة مأرب شرقي صنعاء أحمد صالح العقيلي -على ضوء الإنجازات التي تحققها القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي- أن تشهد الأيام القادمة في جميع جبهات القتال حالة انهيار كبير في صفوف مليشيات جماعة الحوثي المدعومة من قبل الرئيس السابق.
وبشأن وجود قرار سياسي بالتوجه لحسم معركة صنعاء عسكريا أكد للجزيرة نت أن قرار تحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية قد صدر من قبل، لكن ما يؤخره هو سير الإعداد والتنسيق لهذه العمليات، لتفادي حدوث دمار كبير في الممتلكات خلال المواجهات وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين.
وأضاف أن تحرير صنعاء سيكون في غضون الأيام القادمة في ظل التنسيق مع قيادات المقاومة والقوات العسكرية الموالية للشرعية في الداخل مع غرفة العمليات المشتركة لقصف المواقع الإستراتيجية وتحصينات العدو لقطع خطوط الإمداد عنه، بالإضافة إلى فتح جبهات في الداخل وحول العاصمة.
معركة صعبة
غير أن الخبير العسكري والإستراتيجي علي محمد الذهب استبعد وقوع انهيار كامل للحوثيين في وقت قريب، ورأى أن استعادة صنعاء لا يقف دونها ما تحدث به الناطق الرسمي لجيش الشرعية، كما أن وضع صنعاء الدفاعي ليس كما أشار ناطق الطرف الآخر.
واعتبر في حديث للجزيرة نت أن التخوفات من وجود حقول الألغام في مناطق تقدم جيش الشرعية، ووجود المجندين من الأطفال في صفوف الحوثيين وصالح أمر لا يبرر توقف تقدم جيش الشرعية كون المسألة فنية بالنسبة للألغام، كما أن المجندين من صغار السن لا يمثلون الرقم الأكبر في المعركة.
وأوضح أن هناك قصورا في طرف جيش الشرعية يقابله دفاع عنيد ومستميت من طرف الحوثيين، فضلا عما توفره الأرض للطرف المدافع، مشيرا إلى أن إدارة المعركة من دون التهيئة لها في الأعماق المختلفة لجبهات الحوثيين وصالح من نواح متعددة فيها خطر كبير على قوات الشرعية ويجب إعادة النظر فيها.
وشدد علي الذهب على ضرورة إحاطة صنعاء بسياج هجومي متعدد الرؤوس، لتسهل السيطرة عليها وتقليل الخسائر البشرية في صفوف الجيش والمدنيين، معتبرا أن بطء العمليات ورتابة الحركة وانعدام التوسع وغموض موقف القبائل أمور يجب الاهتمام بها لأنها -مجتمعة- ركيزة أولى لنجاح المعركة.
الحسم العسكري
من جانبه، قلل رئيس المنتدى العربي للدراسات نبيل البكيري من أهمية الحسم العسكري لتحرير العاصمة، وقال إن "معركة صنعاء ينبغي أن يسبقها تحقيق انتصار كبير وحقيقي في معركة تعز التي تعد بمثابة مفتاح الخارطة السياسية والتاريخية الجغرافية لليمن ككل".
وأضاف للجزيرة نت ليس هناك حل سوى الحسم العسكري كخيار وحيد أمام التحالف والمقاومة الشعبية، لكن معركة تحرير العاصمة صنعاء ستحددها مسارات المعارك الراهنة في محافظتي حجة ومأرب.
وبشأن إمكانية الحسم العسكري، وفرص الحل السياسي للأزمة اليمنية أكد أن التحالف العربي إذا لم ينجح في حسم الصراع عسكريا فهذا يعني أنه خسر معركته باليمن.