[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

التوجه للحسم شمال اليمن: الحدود وتعز أولوية وصنعاء ليست بعيدة

أظهرت تطورات الأيام الماضية أنّ عاماً ساخناً دخله اليمن، إذ طغى التصعيد الميداني في جبهات القتال الداخلية وارتفعت من جديد وتيرة الغارات الجوية للتحالف ضد الحوثيين والموالين للرئيس السابق، علي عبد الله صالح في أكثر من محافظة، وسط توقعات بأن يسعى التحالف لتحقيق مزيد من الانتصارات الميدانية بالتنسيق مع المقاومة والقوات الموالية للشرعية، وخصوصاً في المناطق القريبة من الحدود ومحافظة تعز.

 
وتصاعدت خلال الـ48 ساعة الماضية العمليات الجوية ضد مواقع ومعسكرات تابعة للحوثيين والقوات المتحالفة معهم، بعد إعلان قيادة التحالف انتهاء الهدنة، وصدرت تصريحات عن المتحدث الرسمي باسمها، أحمد عسيري، أعلن فيها مواصلة العمليات الداعمة للمقاومة اليمنية وتحدث فيها للمرة الأولى عن عمليات في صنعاء والجوف ومحافظات أخرى، مشيراً إلى أن الحسم العسكري هو الخيار المطروح في حال لم يلتزم الانقلابيون بقرار مجلس الأمن الدولي 2216.

 
وفي مؤشر عزز التوجه الرسمي للقوات الموالية للشرعية نحو صنعاء، زار رئيس هيئة الأركان، اللواء محمد علي المقدشي، الجبهات الأمامية للقتال في منطقة "نِهم" على أطراف صنعاء الشمالية الشرقية، وفي المنطقة التي تقدمت إليها المقاومة وقوات الجيش الموالي للحكومة من جهة مأرب، ضمن حملة متزامنة حققت أيضاً انتصاراً حاسماً بالتقدم إلى مركز محافظة الجوف، الأمر الذي سبب إرباكاً واضحاً للحوثيين.
واعتبر مراقبون زيارة المقدشي، كأرفع مسؤول عسكري في الجيش الموالي للشرعية، إلى جبهات القتال بأطراف صنعاء، بالتزامن مع إعلان التحالف انتهاء الهدنة، رسالة بأن العمليات مستمرة وتتجه نحو العاصمة، ما لم يرضخ الانقلابيون لمطالب الحكومة الشرعية.

 

 

وذلك على الرغم من أن أغلب التحركات تشير إلى توجه الشرعية أولاً لتأمين الجوف والمناطق الشمالية الأخرى، بما من شأنه إطباق الحصار على صنعاء وتقليل خسائر أي معركة إذا ما وصلت الحرب إليها.

 
المناطق الحدودية
وفي الوقت الذي تقول فيه مصادر مقربة من قيادات المقاومة لـ"العربي الجديد"، إن العمليات في المحافظات الشمالية والتي تصاعدت أخيراً تتم وفق خطة تنفيذية تسعى إلى نصر حاسم بعد تعثر الجهود السياسية، بدا في المقابل، ومن خلال بيان التحالف الخاص بانتهاء الهدنة، بالإضافة إلى تصريحات عسيري، أن الهجمات الحوثية في المناطق الحدودية أحد أبرز أسباب عودة الوضع إلى التصعيد.

 
ووفقاً لمتحدث التحالف، فقد جرى رصد ألف محاولة اختراق للحدود السعودية من قبل الحوثيين والقوات الموالية لصالح، وثماني محاولات إطلاق صواريخ (بالستية) باتجاه السعودية خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي يعد مؤشراً على أن صعدة والمناطق الحدودية مع السعودية (محافظة حجة المجاورة لصعدة على وجه التحديد)، ستكون محوراً للعمليات الحربية خلال الفترة المقبلة.

 

وكانت القوات الموالية للشرعية بدعم من التحالف قد دشنت جبهة حدودية الأسابيع الماضية، حيث تقدمت من جهة السعودية باتجاه منطقتي "حرض" و"ميدي" بمحافظة حجة، فيما شهدت محافظة صعدة، التي تنطلق منها أغلب الهجمات الحوثية باتجاه السعودية تصعيداً في الضربات الجوية خلال الأيام الأخيرة.

 

وبموجب الانتصارات الميدانية التي حققتها المقاومة في محافظة الجوف وأطراف مأرب وكذلك حجة، باتت محافظة صعدة في مرمى زحف مباشر محتمل من جهة الجوف، من شأنه نقل المعارك إلى معقل الحوثيين الأول، الأمر الذي يرفع من حظوظ الحسم العسكري، أو على الأقل يمثل ضغطاً غير مسبوق على الحوثيين يدفعهم لتقديم تنفيذ مطالب الشرعية.

 
تعز: الأولوية جنوباً
إلى ذلك، ووفقاً للتصريحات الصادرة عن مسؤولين يمنيين أو عن التحالف، فإن تحرير محافظة تعز وفك الحصار المفروض من المليشيات على المدينة، يعتبر أولوية للعمليات القادمة، بعد أن تعثرت عمليات سابقة أُعلن عنها لتحرير تعز، كما فشلت الجهود السياسية بإقناع الحوثيين وحلفائهم بفك الحصار المفروض على المدينة، مع استمرار الوضع الإنساني والصحي في المدينة.

 

وإجمالاً، يبدو التصعيد العسكري سيد الموقف في اليمن، كانعكاس طبيعي لفشل الجهود السياسية التي رعتها الأمم المتحدة أواخر العام المنصرم، فيما تظهر المعطيات الميدانية وتصريحات المسؤولين أن وجهة العمليات الميدانية سوف تتركز بالمحافظات الشمالية، الجوف، صعدة، حجة، وجميعها من المناطق الحدودية مع السعودية، بالإضافة إلى محيط صنعاء، ومحافظة تعز، على أن المعارك في المحافظات الشمالية قابلة لجميع الاحتمالات، ومنها مفاجآت لصالح الشرعية أو ضدها، الأمر الذي ستظهره الفترة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى