مجلس الأمن يدعو الرياض وطهران إلى الحوار وتخفيف التوتر في المنطقة
دعا مجلس الأمن الدولي كلا من المملكة العربية السعودية وإيران إلى "المحافظةعلى سبل الحوار بينهما واتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر في المنطقة".
وأدان المجلس بأشد العبارات،في بيان صدر في وقت متأخر من الليلة الماضية،"الهجمات ضد سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها العامة في مدينة مشهد، والتي نجم عنها اقتحام مقري السفارة والقنصلية، مما تسبب في أضرار جسيمة".
وأعرب أعضاء المجلس عن قلقهم العميق إزاء تلك الهجمات، ودعوا السلطات الإيرانية إلى ضرورة "حماية الممتلكات الدبلوماسية والقنصلية والموظفين، والاحترام الكامل لالتزاماتها الدولية في هذا الصدد".
وأشار بيان المجلس، إلى المبدأ الأساسي المتمثل في عدم انتهاك حرمة المقرات الدبلوماسية والقنصلية، والتزامات الحكومات المضيفة، بما في ذلك اتفاقيتي فيينا1961 و1963 بشأن العلاقات الدبلوماسية والقنصلية.
من جهته أعرب مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله المعلمي عن أسف الرياض إزاء البيان الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد، بشأن تنفيذ أحكام الإعدام بحق 47 شخصا.
وأكد السفير على استقلال ونزاهة السلطات القضائية في المملكة العربية السعودية...وأن أولئك الذين أدينوا بارتكاب جرائم القتل وأعدموا في وقت لاحق، تمتعوا لأبعد الحدود بجميع الضمانات القضائية، مثل الحق في محاكمات عادلة وعلنية وفي ظل وجود محامين".
وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قد أعرب عن "الاستياء العميق" إزاء إعدام 47 شخصاً في السعودية، بينهم رجل الدين نمر باقر النمر، داعياً الجميع إلى الهدوء، وضبط النفس في رد الفعل على حادثة الإعدام.
وفي وقت متأخر مساء أمس الإثنين، تحدث المندوب السعودي إلي الصحفيين بمقر المنظمة الدولية وقال إن الاعتداءات على سفارة بلاده في طهران وقنصليتها في مشهد تعد انتهاكات خطيرة للأعراف والقواعد الدولية ولمعاهدة فيينا المتعلقة بحماية المكاتب الدبلوماسية والقنصلية".
واردف قائلا "لقد أبلغنا مجلس الأمن بموقفنا عبر رسالة موجهة إلى رئيس المجلس، وتواصلنا بشكل مباشر مع جميع أعضاء المجلس وتلقينا دعما واسعا منهم وتفهما كبيرا للمواقف التي عبرنا عنها، وسنواصل العمل عن كثب مع أعضاء المجلس".
وشدد المعلمي على أن قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران"لن يؤثر على المساعي التي تقوم بها السعودية من أجل إحلال السلام في سوريا واليمن".
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أعلن مساء أمس الأحد، أن بلاده قررت "قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران"، وذلك على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد.
وأضرم محتجون إيرانيون، السبت الماضي، النار في مبنى السفارة السعودية في العاصمة طهران، كما اعتدى محتجون على مبنى القنصلية السعودية في مشهد، احتجاجًا على إعدام المملكة رجل الدين السعودي (شيعي) نمر باقر النمر .
وأعلنت الداخلية السعودية في الثاني من الشهر الجاري، إعدام 47 ممن ينتمون إلى "التنظيمات الإرهابية"، بينهم "النمر".
وكانت محكمة الاستئناف الجزائية والمحكمة العليا، في المملكة قد أيدت في 25 أكتوبر/ تشرين أول 2015 الحكم الابتدائي الصادر بإعدام النمر، في الشهر نفسه عام 2014، لإدانته ب"إشعال الفتنة الطائفية، والخروج على ولي الأمر في السعودية.