اهتمامات

الطلاق.. وتأثيره على الأطفال

الطلاق تجربة قاسية ومريرة للوالدين، لأنه يعني إنهاء العلاقة الزوجية. ومما يؤسف له أن آثار الطلاق على الأطفال عادة لا تؤخذ في الحسبان، وكثيراً ما نعتقد أن الأطفال سيقبلون بالأمر الواقع دون التفكير في مشاعرهم أو ما يترتب على نفسياتهم. في الواقع إن أثر إنفصال والديهم صعب وقاس جداً عليهم مهما بلغ عمر الطفل، خصوصاً إذا كان هنا لك كثير من الشد والجذب خلال الفترة التي تسبق الطلاق في العلاقة بين الوالدين. وخلاف للبالغين، فالطلاق يؤثر في الأطفال بكل مرحلة من مراحل حياتهم بدءاً من فترة الرضاعة، وحقيقة أن يصبح أحد الوالدين في عداد المفقودين، لا تنسى بسهولة.

 
تأثير الطلاق في الأطفال
كيف يؤثر الطلاق في الأطفال؟ عندما يتخذ الآباء قرار الطلاق، فهنالك حتماً سبب قوي جداً من وجهة نظرهم، فالطلاق أبغض الحلال. ولكن الطلاق له تبعات ضخمة على الأسرة سواء من الناحية الأسرية أو الاقتصادية، وكثيراً ما يكون الأطفال أكثر المتضررين. فالطلاق سيؤدي إلى تغيير حياتهم، مع تغيير في الروتين والعادات التي اعتادوا عليها كما يتنقل الأطفال بين منزلين فلا يشعرون بالاستقرار. كل هذه التغييرات تجعل من الصعب على الأطفال التكيف وقبول الوضع الجديد. و يتأثر الأطفال بالآتي:
- الإحساس بالفقد، الانفصال عن الوالدين لا يعني فقدان المنزل بل فقدان الحياة بأكملها.
- شعور بالغربة، وعدم الانسجام مع الأسرة الجديدة اذا تزوج أحد الوالدين.
– الشعور بالخوف من أن يترك وحيدا، اذا ذهب احد الوالدين فربما يذهب الآخر أيضاً.
- الشعور بالغضب من أحد الأبوين أو كليهما بسبب الانفصال.
- الإحساس بالذنب والمسؤولية في انفصال والديه - الشعور بعدم الأمان والغضب والرفض - الشعور بالتشتت بين الأب والأم.

رد فعل الطفل
كيف يكون رد فعل الطفل؟ حتما سيتأثر الطفل بالطلاق ولكن رد فعله وقوته، تعتمدان على عمره ومدى استيعابه والظروف التي صاحبت الانفصال.
في عمر 5-2 سنوات: عادة ما يظهر الطفل علامات سلوك تراجعية، أو العودة إلى مرحلة نمو سابقة، مثل تبليل الفراش أثناء الليل، أو المعاناة من الكوابيس وقلق النوم. فقد يشعر الطفل بالتشتت، أو يكون سريع الانفعال.
وفي عمر 9-6 سنوات: يكون الطفل اكثر عرضة، لأنه لا يزال غير ناضج لفهم ما يجري، ولكنه في الوقت نفسه قادر على أن يدرك أن شيئاً سيئاً يحدث. انه ما زال يعتمد على والديه وقد لا يجد من السهل التعبير عن مشاعره. لذلك من المحتمل أن يعبر الطفل عن أحاسيسه بالغضب، أو بالتأثير في أداء دروسه المدرسية أو عدم التركيز.
وفي عمر سنة: قد يكون للطفل أصدقاؤه أو قد يكون أكثر استقلالاً عن والديه. إلا أنه ما زال بحاجة إلى التعبير عن مشاعره، وإلا فإنه قد يعاني من الاكتئاب وضعف الأداء في دراسته. كما أنها فترة حرجة بالنسبة له لأنه مقبل على فترة المراهقة مما تجعله أكثر عرضة للأذى.
أما رد فعل المراهقين فيكون قوياً عادة من خلال السعي إلى التصرف بطريقة خاطئة لجذب الاهتمام أو الإعراب عن غضبهم عن طريق تصرفات وسلوكيات غير مرغوب فيها.
أخطاء يرتكبها الوالدان خلال الطلاق
التشاجر أو إظهار الغضب أمام أطفالهما
نسيان مشاعر واحتياجات الأطفال أثناء وبعد الطلاق، إشراك الأطفال في الخلافات أو أسباب الطلاق.
التحدث بصورة سلبية عن الطرف الآخر أمام الأطفال.
وضع الأطفال في موقف يجبرهم على الانحياز لأحد الطرفين مساعدة الآباء لأطفالهم،
ما الذي يمكن أن يفعله الآباء لمساعدة طفلهم؟
من الأفضل وضع المشاكل والمناقشات الحادة جانباً، خصوصا عند التعامل مع الطفل؟ الوالد الآخر ما زال أباً أو أم الطفل، فلا تنسي ذلك. دور والد الطفل طمأنته وإعطاؤه الشعور بالأمان. تحدث إليه بقلب مفتوح، واسمع إلى ما سيقوله. مهما كانت مشاكل الزواج تذكر أن الله قد حباكم طفلاً جميلاً، فلا تكن سبباً في تعاسة هذا الطفل.

زر الذهاب إلى الأعلى