أخبار

الطب التقليدي بديلا للمنظومة الصحية في اليمن

لا يملك كثير من اليمنيين إلا الوسائل التقليدية، وبعضها ضار، في مداواة مرضاهم أو الاعتماد على الصيادلة والممرضين بعد توقف ما يقرب من 600 مرفق صحي في اليمن عن العمل خلال الأشهر الماضية جراء الحرب ونقص الإمدادات الطبية.
يعتمد عبد السلام الشامي، على ما يقدمه أحد الصيادلة من مشورة في أمور طبية مختلفة إذا ما عجز عن الذهاب بأطفاله إلى المستشفيات أو العيادات الخاصة نتيجة توقف بعضها أو ارتفاع الأسعار.

 

وقال الشامي إنه بات يعتمد كثيرا على ما يقدمه الصيدلاني من مقترحات للأدوية أو الإجراءات التي يجب أن يقوم بها في حال أصيب أحد أفراد أسرته بوعكة صحية. مشيراً إلى أن أغلب المراكز الطبية الموجودة في المنطقة التي يعيش فيها بمحافظة عمران، أصبحت تقدم خدمات ضعيفة جدا.

 

وأضاف الشامي: "في حال وجدنا مراكز صحية، نذهب إليها لنجدها عاجزة عن تقديم خدماتها بشكل مناسب ويُطلب منا الذهاب إلى مستشفيات العاصمة". مؤكدا أن أداء المراكز الصحية بعمران كان ضعيفاً في الأصل قبيل الحرب، لكنه اليوم متدنٍ للغاية.

 

وأوضح أن الصيدلاني الذي يعتمد عليه يملك "خبرة لا بأس بها في وصف بعض الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لبعض الأمراض". يقول: "عندما يصاب أحد أفراد أسرتي بأي مرض كان أو حتى جروح أذهب إليه مباشرة، فيصف لي الأدوية المناسبة وبهذا أكون ادخرت الوقت والمال والجهد".

 

في السياق، يؤكد الممرض كمال الذماري، وهو مالك عيادة صحية صغيرة بأحد الأحياء الشعبية في العاصمة، أن عدد زبائنه في تزايد مستمر نتيجة عدم قدرة المواطنين على تحمل تكاليف العيادات والمستشفيات.

 

وقال الذماري إن كثيراً من المرضى يطلبون مساعدته، رغم أنه يرفض ذلك كونه ممرضا وليس طبيبا، لكنه أحيانا يضطر للقيام ببعض الأعمال البسيطة وتقديم بعض المساعدة لمن يحتاجونها بشكل مُلح. مشيرا إلى أن كثيرا من الأهالي يلجأون له لعدم توفر خدمات مناسبة في المستشفيات الحكومية وعدم قدرة كثير من الأسر الفقيرة على توفير تكاليف التداوي.

 

وأضاف أن توقف كثير من المراكز الصحية، ولا سيما في الريف، جعل كثيرا من المواطنين يلجأون إلى الوسائل التقليدية في التداوي والعلاج مثل تناول العسل والأعشاب وبعض المأكولات التي يصفها بعض كبار السن أو من يعملون في مجال العلاج بالأعشاب.

 

وفي السياق، أكدت تقارير أممية أن ما يقدر بنحو 14.1 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى دعم لضمان الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، حيث يوجد نقص متزايد في الامدادات الطبية المخصصة لادارة الإصابات الجماعية والأدوية اللازمة لعلاج الحالات اللازمة.

 

وبحسب تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا)، فحتى منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، تم الإبلاغ عن تعرض 69 مرفقا صحيا إلى أضرار جزئية أو كبيرة، واختطاف 27 سيارة إسعاف، ومقتل ثمانية عمال في مجال الصحة وإصابة 20 آخرين.

 

وأشار تقرير (لمحة عامة عن الاحتياجات الانسانية في اليمن لعام 2016) إلى انخفاض عدد الاستشارات المقدمة للمرضى في المرافق الصحية بما يقرب من 20 في المائة منذ بدء الحرب، حيث انخفضت معدلات البلاغات في نظام مراقبة الأمراض اليمني حاليا 17 في المائة، ما يساعد على انتشار الأمراض بشكل أسرع، في ظل عجز الأنظمة الصحية عن التحكم بتفشيها. وهو معدل أقل بكثير من المتوسط المسجل في فترة ما قبل الأزمة في أوائل 2015 والذي كان يبلغ 94 في المائة.

زر الذهاب إلى الأعلى