أسباب تأخر نتائج امتحانات الثانوية العامة
لا تزال النتائج النهائية لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الماضي رهن عمليات التصحيح في مكاتب اللجنة العليا للامتحانات، التابعة لوزارة اليمنية، على الرغم من اقتراب نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الحالي. وقد أثار هذا التأخير استياءً واسعاً وسط الطلاب والمجتمع، بسبب تكرار التأجيل وإطالة مدته.
مصدراً في وزارة التربية والتعليم كشف عن أن النتائج ستُعلن خلال الشهر الحالي حيث أوضح، أن هذا التأخير جاء بهدف استكمال اختبارات الطلاب في المحافظات والمناطق التي شهدت نزوحاً أو مواجهات مسلحة.
وأشار إلى أن الوزارة وبالتنسيق مع مكاتب التربية والتعليم في مختلف المحافظات، "فضلت إعلان نتائج الامتحانات مرة واحدة، وعدم تقسيمها على مراحل، لما سينتج عنه من إرباك لهذه العملية الحساسة".
كما أوضح أن كل المحافظات اليمنية قد أنجزت الامتحانات التكميلية، باستثناء محافظة صعدة (معقل الحوثيين) أقصى شمال اليمن، بسبب نزوح أغلب سكانها خارجها وصعوبة الحركة فيها الناتجة عن الظروف الأمنية والقصف المتواصل. وأكد أن العاملين في التصحيح والرصد وتدوين الدرجات يعملون بشكل متواصل، بهدف إنجاز المهمة في أقرب وقت وبدقة عالية.
وطمأن المصدر الطلاب والطالبات بأن الامتحانات هذا العام تراعي الظروف المختلفة التي تعيشها الأسر اليمنية بشكل عام، جراء الحرب التي اشتدت منذ نهاية مارس/آذار الماضي.
بدوره، أبدى الطالب عبد الله اليافعي امتعاضه، جراء تأخير إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة حتى دخول العام الدراسي الجديد، الأمر الذي سبب إرباكات متعددة للطلاب، وأثر على مستقبلهم المهني والتعليمي.
وقال اليافعي إن تأخر إعلان النتائج أعاق مشروع هجرته إلى المملكة العربية السعودية للعمل، ومن ثم الدراسة في دولة آسيوية أخرى. ولفت إلى أنه ينتظر التأكد من نجاحه وتجاوزه المرحلة الثانوية، لأن السلطات السعودية تشترط عليه إثبات شهادته التعليمية، وكذلك الأمر بالنسبة لعدد من الدول الأخرى.
وأشار اليافعي لـ"العربي الجديد"، إلى أن فرص التأهيل وإتمام التعليم في اليمن ضعيفة، وهذا ما يدفعه إلى مغادرة البلاد بمجرد إعلان نتائج الامتحانات، أو إعادة العام الدراسي في حال لم ينجح.
من جهته، يقول محمد أيوب من محافظة ذمار إن تأخر إعلان نتائج الامتحانات الثانوية العامة جعلته عاجزاً عن التقدم للدراسة الجامعية، بينما يشرف الفصل الدراسي الأول على نهايته!
وكان مئات الآلاف من الطلاب والطالبات قد بدؤوا امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي في أغلب محافظات الجمهورية اليمنية في أغسطس/آب الماضي، بعد تأجيل متكرر أيضاً استمر أشهراً، بسبب الحرب والنقص الحاد في موازنة وزارة التربية والتعليم.
وكانت مكاتب التربية والتعليم في كل من محافظة "عدن ولحج وأبين وتعز" التي شهدت حروباً شديدة، قد رفضت قرار وزارة التربية والتعليم بإجراء الامتحانات في أغسطس/آب، نظراً للظروف الأمنية التي تمر بها هذه المحافظات ووجود نازحين في بعض المدارس.
نائب جديد
إلى ذلك، أجرى الرئيس عبدربه منصور هادي، أول من أمس، تعديلاً وزارياً عين بموجبه أربعة وزراء وأربعة نواب وزراء ووكلاء وزارات، من بينها تعيين نائب جديد لوزارة التربية والتعليم، ليخلف الدكتور عبد الله الحامدي.
ونص القرار الجمهوري رقم (46) لسنة 2016، على تعيين الدكتور عبد الله سالم لملس نائباً لوزير التربية والتعليم. يُذكر أن النائب الجديد كان وكيلاً لقطاع التدريب في وزارة التربية والتعليم، وتم تعيينه العام الماضي مقرراً لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل.