آراء

اليمن.. مأساةُ الجغرافيا وملهاةُ التاريخ!

إستبق اليمنيون كل شعوب الأرضِ في البحث عن علةِ الوجود والكشف عما وراء الطبيعة، لم يعبدوا الأصنامَ ولا النارَ، بل سجدوا للشمس وآمنوا بالقمرِ (آلهة المقه)، ثم دخلوا في اليهودية، كما اعتنقوا المسيحية فالإسلام بحثاً في كل مرةٍ عن إجاباتٍ شافيةٍ لأسئلتهم الروحية والتاريخيةٍ الكبرى، وسعياً إلى صياغة نظام حياةٍ كاملٍ وشاملٍ وعادل.

 
إبتكروا واحدةً من أقدم اللغات في العالم، وكانت لهم الريادة في تدوين خبراتهم ونظرياتهم في علومِ الفلكِ والزراعةِ والرياضيات وغيرها، حيث أودعوها في نقوشهم الأثريةِ لتتداولها الأجيالُ وتحفظها ذاكرةُ الحجر.

 
لم يكن اليمنيون أبداً شعباً يقتاتُ على غزو بلدان الآخرين ونهبها، بل كانت بلادهم هي ذاتها عرضةًً لأطماعِ الغزاةِ من برتغاليين ورومان وأحباشٍ وفرسٍ وأتراكٍ وإنجليز، ولم يُسْرِج اليمنيون يوماً خيولهم خارج أرضهم إلاَّ فرسان فتوحات، بُناةً للحضارات، مبلغين لرسالاتِ التوحيد، ودعاةً لمكارمِ القيم والأخلاق والمُثُل.

 
اليوم يدفع اليمن ثمن موقعه في الجغرافيا ودوره في التاريخ ضحيةً لأوهام عبَدَةِ الأصنام وألَاعِيب سَحَرةِ النار وجهالة البعض من أبنائه !

 

[img attachment="43744" align="alignnone" size="full" alt="12552540_880095332088655_8040121847900663868_n" /]

 

زر الذهاب إلى الأعلى