[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

فشل المفاوضات في اليمن يُصعّد عمليات الشرعية ضدّ الانقلاب

بدأت المقاومة وقوات الجيش الموالية للشرعية في اليمن، موجة جديدة من العمليات الميدانية ضدّ جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، عند الأطراف الشمالية الغربية لمحافظة مأرب، ومناطق شرق صنعاء المحاذية، بالإضافة إلى محافظة الجوف، بعد فشل الجهود السياسية بعقد الجولة الثالثة من محادثات السلام خلال يناير/كانون الثاني.
وأوضحت مصادر ميدانية وعسكرية قريبة من المقاومة أنّ تقدّماً نوعياً حققته القوات الموالية للشرعية خلال اليومين الأخيرين في مناطق بأطراف مأرب على الحدود مع محافظتي الجوف وصنعاء، حيث سيطرت على سلسلة جبلية مطلة على مناطق تابعة إدارياً لصنعاء بعد معارك عنيفة، شاركت خلالها مقاتلات التحالف بغارات مكثفة ضدّ الحوثيين.

وشهدت مديرية نِهم الواقعة شرق صنعاء، معارك عنيفة تقدّمت خلالها قوات الجيش والمقاومة وسيطرت على العديد من المواقع الجبلية، أبرزها وادي غول والقدح والشقرة، وجبل الكثيب، وهي مواقع وُصفت بالاستراتيجية، إذ تُشرف على مناطق تعدّ بمثابة البوابة الشرقية لصنعاء من جهة مأرب والجوف، وقد سقط العديد من القتلى والجرحى خلال المعارك من الطرفين، بينهم ضابط برتبة عقيد في صفوف قوات الشرعية.

 

بموازاة ذلك، بدأت قوات من لواء "النصر" الذي تشكّل حديثاً، واللواء 101 مشاة الموالي للحكومة عمليات ميدانية في محافظة الجوف، التي تقع الكثير من مناطقها تحت سيطرة الشرعية. وسيطرت هذه القوات خلال الـ48 ساعة الماضية، على مناطق عديدة في مديرية خبث والشعف، أكبر مديريات محافظة الجوف من حيث المساحة، وتقول المقاومة إنها تقترب من الوصول إلى مركزها.

 

وكان لافتاً أنّ تصاعد المواجهات في أطراف مأرب وشرق صنعاء، جاء بصورة متزامنة في مناطق متقاربة، استكمالاً للعمليات الميدانية التي بدأت منتصف ديسمبر/كانون الأول، وحققت خلالها المقاومة والقوات الشرعية انتصارات مهمة في هذه المحافظات، بما يجعل المعركة تقترب من معاقل الحوثيين وصالح في صعدة وصنعاء.

 

وتكتسب المعارك في المحافظات الشمالية أبعاداً خاصة، إذ تقول مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" إن كثيراً من المقاتلين في صفوف المقاومة وجيش الشرعية هم في الأساس من أبناء القبائل والعسكريين المتضررين من توسع الحوثيين، وسبق أن شارك بعضهم في مواجهات مع الجماعة أثناء حروبها التوسعية في صعدة وعمران وصنعاء وغيرها من المحافظات.

 
مسار سياسي معطل 
من جهة ثانية، جاء التصعيد الميداني في ظل مصير غامض لجهود عقد الجولة الثالثة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وكان من المقرر أن تُعقد منتصف يناير/كانون الثاني المنصرم. وجرى ترحيل موعدها إلى أجل غير معلوم.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد أجرى خلال يناير/كانون الثاني، زيارات مكوكية بين صنعاء والرياض وعواصم أخرى، محاولاً إقناع الحكومة والانقلابيين بالمشاركة بالمحادثات. إلا أن الأخيرين اشترطوا وقف إطلاق النار قبل أي عملية تفاوض جديدة، فيما طالبت الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين والقيام بإجراءات أخرى، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216 والالتزامات التي قطعتها الجماعة في ختام محادثات سويسرا ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 
اتهامات حوثية لواشنطن
في المقابل، وبعدما فقدوا الأمل بالكثير من أوراقهم السياسية والعسكرية وعلى وقع الخسائر الميدانية، لجأ الحوثيون إلى حملة ضد الولايات المتحدة الأميركية واتهموها بالوقوف وراء الحرب ونظموا تظاهرة في صنعاء ورفعوا لوحات إعلانية بالشوارع تتهم أميركا ب"قتل اليمنيين".
وعلى الرغم من أن الاتهامات الحوثية للولايات المتحدة، وتحميلها وزر الحرب، ليست جديدة، لكنها تحولت إلى عنوان للتصريحات الإعلامية في وسائل الجماعة، على ضوء تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماعه الأخير بدول الخليج، إذ أعلن أنّ بلاده تقف مع السعودية ضدّ تهديد التمرّد الحوثي.

زر الذهاب إلى الأعلى