الحرب لم تنس صحافيي اليمن من "العذاب"
"لقد تعرضوا لتعذيب وحشي، حتى سالت الدماء من رؤوسهم"، بهذا التعبير يصف الصحافي عبدالله المنصوري، ما تعرض له شقيقه الصحافي توفيق المنصوري، وزميلاه عبدالخالق عمران وأكرم الوليدي على يد المسلحين الحوثيين في سجن مركزي بالعاصمة اليمنية صنعاء.
والمنصوري، وعمران، والوليدي ضمن أحد عشر صحافياً، ما يزالون في قبضة الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، بمساندة من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ سبتمبر/ أيلول من العام 2014. وقال عبدالله المنصوري لـ"العربي الجديد"، "تعرض شقيقي والصحافي عبدالخالق عمران وأكرم الوليدي السبت، للتعذيب والضرب العنيف في إحدى زنزانات سجن احتياطي الثورة الواقع في حي نقم (شرق صنعاء)".
واختطف عمران والمنصوري، مع عدد من الصحافيين في التاسع من يونيو/ حزيران من العام الماضي من أحد فنادق العاصمة صنعاء، واقتيدوا حينها إلى مكان مجهول، قبل أن يتنقلوا في سجون المدينة. وأضاف المنصوري، أن الصحافيين المختطفين تعرضوا أيضاً للضرب بأعقاب البنادق وآلات أخرى بعد أن تم عزلهم في زنازين انفرادية في السجن. وتابع: "ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء عليهم، بل سبق وأن شكونا تعذيبا وأعمالا إجرامية لا تعبر سوى عن وحشية مرتكبيها". ودعا المنصوري، المنظمات والنقابات الإنسانية والحقوقية وحكومات دول العالم وعلى رأسها الأمم المتحدة إلى سرعة التحرك لإيقاف هذه الممارسات وإطلاق سراحهم فوراً.
وفي سياق متصل، أطلقت مليشيا الحوثيين مساء الأحد سراح الصحافي نبيل الشرعبي، بعد اختطافه السبت الماضي من حي الدائري وسط العاصمة صنعاء.
ودانت نقابة الصحافيين في بيان لها، تعرض الصحافي أحمد الرمعي المسؤول عن موقع "الميثاق نت"، التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام لتهديد من قبل مسؤول في استخبارات مليشيا الحوثيين ويدعى "محمد الزنم، مطالبة بسرعة التحقيق في الواقعة وحماية حياة "الرمعي" وأسرته.
وفي محافظة حضرموت (شرق اليمن)، يواصل تنظيم "القاعدة" الذي يسيطر على أجزاء واسعة من مدينة المكلا، إخفاء مصير صحافيين اثنين اختطفهما في أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي. واختطف التنظيم المتطرف، الصحافيين محمد المقري، وأمير باعويضان أثناء تغطيتهما لتظاهرة شعبية خرجت لرفض سيطرة القاعدة على المدينة.
إلى ذلك، رصدت منظمة "صحافيات بلا قيود" اليمنية 30 حالة انتهاك تعرض لها الصحافيون والإعلاميون في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الجاري بينها حالتا قتل. وقالت المنظمة، في بيان لها إن الانتهاكات توزعت بين قتل ومحاولة اغتيال واعتداء واختطاف واحتجاز وتهديد ومنع صحف من الصدور واستدعاء من قبل المحكمة. وأضافت "لا تزال جرائم الانتهاكات ضد الصحافيين من قتل واختطاف واعتداء وتعذيب مستمرة بوتيرة عالية وبصورة مرعبة".
ووثقت المنظمة حالتي قتل تعرض لها إعلاميان أثناء قيامهما بعملهم بغارتين جويتين للتحالف العربي؛ وهما الصحافي المقداد مجلي في غارة جوية في منطقة "حمام جارف" جنوب صنعاء والمصور هاشم حمران الذي يعمل لدى تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين في بلدة ضحيان بمحافظة صعدة (شمال اليمن).
وأضافت في بيانها "ما يدعو للقلق استمرار تلك الانتهاكات وعدم وجود سلطة نظامية تحمي الحقوق والحريات، بل إن هناك سلطة الأمر الواقع لمليشيا جماعة الحوثي التي قامت بعملية انقلابية".