الفكر والرأي

التحالف الروسي الإسرائيلي بسوريا

أعلنت روسيا حربا على شعب سوريا مع أن السوريين لم يغزوا ولم يعتدوا على روسيا، وهناك مسافات بين البلدين وحدود طويلة تفصلها تركيا، والعجيب أن روسيا قررت فرض بشار بالقوة بعد تهاوي النظام، ولذا استخدمت روسيا كل قوتها أمام شعب منهك مدمر وأحرقت الحرث والنسل، لم تدع بيتاً ولا مدرسة ولا آثار إلا أحرقته بقوتها وهي تجرب سلاحها في سوريا التي تحولت إلى أنقاض، سوريا الجميلة بحدائقها وأشجارها وبيوتها أصبحت أنقاضا وأرضا محروقة، تحالف عليها روسيا وإيران وحزب الله وميليشيات حزب الله، لم تدر المعارضة السورية من تقاتل أهو النظام أم حزب الله أم ميليشيات العراق؟

 

سوريا التي ترك أهلها بيوتهم ليعيشوا في المخيمات وسط البرد والثلوج والحرمان من أبسط حقوق الإنسان، وتستعمل ضدهم أبشع أنواع الأسلحة ويطاردهم الموت، ونعجب أن نرى صمتا وسكونا مطبقا ورضا غربيا ودوليا لأن هؤلاء مسلمون لا قيمة لهم ومادامت الجامعة العربية صامتة والمؤسسات والمنظمات الكثيرة في عالمنا العربي والإسلامي تدين وتستنكر ويتحرك القيصر الروسي وكسرى طهران ولا يجدون من يوقفهم عند حدهم، كان الناس ينتظرون أن تتحرك الدول العربية على الأقل في قطع العلاقات مع موسكو وقيصرها ومقاطعتها وكذلك إيران حتى يوقفوا العدوان ويدعموا المعارضة ويتدخلوا لدى الأكراد الذين أصبحوا ورقة بيد إسرائيل للحرب على الإسلام وأهله وذهب رجال صلاح الدين ونور الدين زنكي واختفى صوت الإسلام بين الأكراد ليعلو صوت العنصرية والتحالف مع إسرائيل، أين العقلاء؟ وللأسف إن إخواننا الأكراد أسلموا زمامهم لبرزاني وطالباني ومعصوم العلمانيين المتعصبين الذين يرفضون الروح والتاريخ المشرق للأكراد وعزهم باسم الإسلام ليصبحوا أدوات في يد خصومهم الروس والإيرانيين وإسرائيل الذين لا يريدون منهم سوى الاستفادة منهم ولن يمكنوهم من إقامة دولة.
الكل يعرف أن روسيا شنت حرب إبادة في آسيا الوسطى ودمرت المساجد ومنعت المصاحف وأرضت الشيوعية، الكل يعرف أن روسيا هي التي سحقت المجر وسحقت بولندا وتشيكوسلوفاكيا وقتلت مسلمي البوسنة، هي دولة العنف والدم والقتل الذي بدأته بأفغانستان ولولاها ما قامت جماعات الإرهاب التي فرخت وبذرت في حرب ما يسمى بحرب أفغانستان والتي كانت لعبة محكمة لايزال الجميع يدفع ثمنها.
تحالفت روسيا مع إسرائيل لضرب سوريا وقبضت الثمن، زارهم نيتنياهو واتفقوا وتعاونوا على شعب سوريا وتشرد السوريون وأراد نظام بشار أن يحقق انتصارات على بيوت مهدمة وأرامل وأيتام وأطفال وجوعى وطرق ومستشفيات مهدمة وبقايا دولة، الكل يتفرج والكل ينشد من روسيا أن تقدم تنازلات، ولكن روسيا عندها ضوء أخضر من كيري الذي حمل المعارضة السورية فشل جنيف، المعارضة التي ما إن وصلت حتى بدأ القصف الروسي الضيف ولم يحترم اللقاء والحوار، روسيا تريد انتصار الأسد وتريد أن تثبت لإسرائيل أنها حليفتها وتريد أن تقايض العرب بأوكرانيا، ولكن روسيا بوتن أثبتت أنها أشد بشاعة من غيرها وأثبت الغرب أنه يريد من بوتن أن يحقق ما يعجز عنه، للأسف سوريا اليوم أصبحت أضخم كارثة عالمية .

زر الذهاب إلى الأعلى