أخبار

لطف القحوم.. مُنشد "ما نبالي" يقتل في إحدى جبهة المواجهات

"ما نبالي، ما نبالي، ما نبالي/ واجعلوها حرب كبرى عالمية". بهذه الكلمات المعروفة على نطاق واسع في اليمن، ألهب المنشد الحوثي، لطف القحوم، حماس مقاتلي الجماعة، على مدى سنوات، إلى أن أصبحت البلاد ساحة لحرب هي الأكبر في تاريخها، ليقتل المُنشد المحارب، في إحدى جبهات المواجهات.

 
تعد "ما نبالي"، جزءاً من فنون الشعر الشعبي اليمني، الذي كثيراً ما ارتبط بالحرب ومناسبات التحشيد القبلية التي يُطلق عليها "الزوامل"، واستخدمها الحوثيون منذ اندلاع أول حرب مع الحكومة في عام 2004.

 
أثناء الحرب السادسة بين الحكومة والحوثيين عام 2009، اشتهر زامل القحوم، الذي يأتي في نصه: "ما نبالي ما نبالي ما نبالي/واجعلوها حرب كبرى عالمية، حن قلبي للجرامل والأوالي (البندقية والكلاشينكوف)/ والله إن العيش ذا يحرم عليّه، في سبيل الله ذقنا المر حالي/ مرحبا بالموت حيا بالمنيه"، وكذا "والله إن الحرب ما منها مجالِ/ والكرامة في زناد البندقية".

 
أثار المنشد ردوداً من خصومه في القبائل اليمنية، بنفس اللحن والقافية، وامتدّ صداها إلى السعودية، حيث كتب أحد السعوديين يرد عليه بتسجيل على الإنترنت: "لا تبالي، لا تبالي، لا تبالي/ لا تبالي دامت الكذبة قوية".

 

ومع بدء الحرب في اليمن، في آذار/ مارس الماضي، كان صوت القحوم فاعلاً بأداء العديد من الزوامل الحماسية التي تثبتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، ومواقع وصفحات أنصارها على الإنترنت.

 

منذ يومين، تفاجأ المتابعون، بتأكيدات حوثية، أن لطف القحوم، الذي يتحدّر من محافظة عمران، قتل في إحدى جبهات المواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية في منطقة "صرواح" غربي مأرب (وسط البلاد)، ولم توضح ما إذا كان قتل بقصف جوي، أم خلال مواجهات مباشرة.

 
ويعتبر الكاتب والأديب اليمني، فتحي أبوالنصر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن زوامل لطف القحوم كانت "من أبرز منابع ومغذيات الجموحية الحوثية؛ إذ تمتاز بقدرتها التحشيدية لإذكاء حميّة المقاتلين في صفوف الجماعة".

زر الذهاب إلى الأعلى